التميمي : آثار دماء وبقع زرقاء أثناء غسل جثة الراحل

تونس تطلب اجتماعاً طارئاً يبحث «وفاة عرفات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت تونس أمس جامعة الدول العربية لعقد اجتماع عاجل لبحث ملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في ظل ما كشفت عنه قناة الجزيرة عن وجود آثار لمواد مشعة في ملابس وأدوات عرفات، وسط ترحيب فلسطيني رسمي بالدعوة وطلب تحديد موعد لهذا الاجتماع، بينما أكدت شهادات من مقربين للزعيم الراحل عن وجود آثار دم وبقع زرقاء على جسده أثناء غسله بعد الوفاة، فيما استبعدت إسرائيل أن تعترض على نقل رفات عرفات للخارج لفحصه للتثبت من صحة وفاته مسموماً.

وصرح وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام في تصريحات صحافية أن المسؤولية الأخلاقية والسياسية تحملنا على أن «ندعو إلى اجتماع طارئ لوزراء خارجية الجامعة العربية لدراسة ظروف وفاة عرفات وتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد». وأضاف «كما ندعو إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة الرئيس عرفات، على غرار ما حدث بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري».

وقال إنه من الواضح أن هناك العديد من القرائن والأدلة التي كشفت عنها شبكة الجزيرة، تبين أن الوفاة لم تكن طبيعية، وأن هناك بصمات لدول تتوفر على إمكانات نووية هي التي تقف وراء عملية القتل.

تحديد موعد

في المقابل، رحب وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي، أمس، بدعوة وزارة الخارجية التونسية إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية يبحث مستجدات ملف وفاة عرفات.

وقال المالكي إن السلطة تحض على تحديد موعد قريب لعقد هذا الاجتماع، من أجل بحث تشكيل لجنة تحقيق عربية - دولية بملابسات وفاة عرفات، على غرار تلك التي تشكلت للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وشدد على أنه «لن يتم إغلاق ملف وفاة عرفات نهائياً إلا بظهور كافة تفاصيل الحقيقة، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية ستقدم كافة التسهيلات المطلوبة بهذا الصدد حتى استكمال الملف إلى نهايته».

شهادات

في الأثناء، أكّد الشيخ د. تيسير التميمي أن جسد الرئيس الراحل ظهرت عليه دلالات مثيرة، فسّرها أحد الأطباء بوجود سم في جسد عرفات. ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن التميمي قوله إنه، وخلال تغّسيل جثمان الرئيس، كانت الدماء تنزف من رأسه وعدة أماكن في جسده، رغم مرور أربع ساعات على وفاته، الأمر الذي استدعى منه طلب شريط طبي لاصق لوضعه على أماكن النزف، وسأل التميمي الطبيب الذي أحضر له الشريط الطبي، وهو من أصل جزائري أو مغربي ويتكلم العربية، عن سبب هذا النّزف فأجابه أن هناك أنواعاً من السموم تتسبّب بفقدان خاصية تجلّط الدماء.

وأضاف التميمي الذي كان يشغل منصب قاضي قضاة فلسطين، ومعروف بقربه من الرئيس الراحل، أنه خلال كشفه على جثمان عرفات، رأى بقعاً زرقاء وأخرى حمراء موزّعة في أماكن مختلفة من جسده، خاصّة في ذراعيّه وساقيّه، مما ولّد، بحسب التميمي، قناعة راسخة لديه بأن الرئيس مات مسموماً، وأعلن ذلك عدة مرات في مؤتمرات صحافية.

تجديد الثقة

إلى ذلك، أكدت الرئاسة الفلسطينية أمس أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي ما زال على رأس عمله رئيساً للجنة التحقيق الوطنية في وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وذكر بيان صادر عن الرئاسة بثته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية، أن لجنة التحقيق ما زالت «تعمل وتتعامل بكل جدية مع المعطيات الجديدة، وذلك بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس».

وتحدثت أوساط فلسطينية عن احتمال صدور قرار من عباس بحل لجنة التحقيق وتشكيل أخرى، على ضوء الأدلة الجديدة التي عرضت بشأن ملف عرفات، واحتمال أن يكون قتل مسموماً.

في غضون ذلك قالت أرملة عرفات سهى لشبكة «سي إن إن» الأميركية إنها طلبت فحص رفات زوجها. وذكرت أنها لم تتقدم بطلب رسمي للسلطة الفلسطينية نظراً لعدم الحاجة لذلك.

من جهته، أشار العالم السويسري فرانسوا بوشو، الذي شارك في الاختبارات على مقتنيات الرئيس الفلسطيني الراحل، إلى أن «النتائج لا تجزم بأن الزعيم الفلسطيني الراحل مات جراء التسمم الإشعاعي، بل إن بعض العوارض المسجلة في حالته لا تتطابق مع تلك التي تظهر في حالات مماثلة». وأشار في حديث لـ «سي إن إن» إلى أن السجلات الطبية لا تتماشى وتسميمه بمادة «البولونيوم-210». وأضاف أن «الوسيلة الوحيدة لحل هذا التضارب هي بفحص الرفات».

 

نقل الرفات

من جهة أخرى، استبعد الناطق باسم الخارجية ييجال بالمور أمس، أن تعترض بلاده على نقل رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للخارج لفحصه، للتثبت من صحة وفاته مسموماً بمستوى عالٍ من البولونيوم المشع.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن سبب وفاة عرفات موجود في ملفه الطبي الذي تحتفظ به أرملته سهى. وشدد على أنه لا يمكن الاعتماد على تحقيق قناة الجزيرة حول اكتشاف آثار لمادة البولونيوم المشعة في الملابس التي كان يرتديها عرفات في الأيام الأخيرة قبل وفاته عام 2004، وذلك بسبب عدم معرفة مكان وجود هذه الملابس طوال السنوات الثماني الماضية.

Email