«القاعدة» تهاجم في صنعاء وتتحصن في عدن

رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الأجهزة الأمنية اليمنية في العاصمة صنعاء، لقي 25 منتسباً في أكاديمية الشرطة مصرعهم أمس وأصيب العشرات بجروح، في تفجير انتحاري يحمل بصمات «القاعدة»، في وقت حاصرت الدبابات وقوات مدرعة من الجيش حي صلاح الدين في محافظة عدن، إثر ورود معلومات عن لجوء عشرات المسلحين من تنظيم القاعدة إليه، في وقت علق مجلس النواب اليمني أمس جلساته إلى أجل غير مسمى، بعد تهجم نائب عن حزب الرئيس السابق على رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، وانسحاب الحكومة احتجاجا على ذلك.

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بانفجار سيارة مفخّخة أمام كلية الشرطة وسط العاصمة صنعاء. وتحدّثت وزارة الدفاع اليمنية في بيان مقتضب عن «معلومات أولية عن عشرات الشهداء والجرحى في انفجار سيارة مفخّخة يقودها انتحاري أمام كلية الشرطة أثناء خروج الطلاب منها». وفي السياق، قال مصدر أمني، ان «العدد المتحقق من القتلى وصل إلى 25 من طلاب الكلية، وإصابة العشرات، والعدد مرشح للزيادة»، مرجّحاً «قيام تنظيم القاعدة بالعملية».

جثث متفحمة

وقال مصدر أمني ان «الانفجار الذي استهدف بوابة كلية الشرطة بالعاصمة صنعاء ناجم عن تفجير حزام ناسف فجره انتحاري من عناصر تنظيم القاعدة عند خروج الطلاب من الكلية في نهاية الدوام الأسبوعي.

المصدر الأمني قال إن انتحارياً وصل على سيارة أجرة وانتظر حتى خروج الطلاب من بوابة الكلية، وما ان بدأو بالتجمع خارج الكلية حتى فجر الانتحاري نفسه فقتل حوالي 25 من طلابها، وصولا الى أمام البوابة الجنوبية لكلية الشرطة، حيث كان يقف الطلاب» . وأشار المصدر الى أن «الانتحاري بترت يده ورجله وتم نقله مع المصابين الى المستشفيات، الا أنه توفي بعد ذلك». وقال شهود عيان، إنهم شاهدوا جثثاً متفحّمة إثر الانفجار، لكنهم لم يستطيعوا تحديد عددهم. وأضاف الشهود أن «أدخنة الانفجار تصاعدت بسرعة فائقة في الهواء، ولوحظ تناثر حطام سيارة بعد الانفجار».

وكان مصدر أمني أكد قبل الانفجار، أن السلطات اليمنية شددت الإجراءات الأمنية على مقار السفارات الأجنبية والمنشآت الحيوية وشركات النفط في العاصمة صنعاء، في خطوة قال إنها تأتي ضمن تدابير احترازية تحسبا لأية عمليات انتقامية قد تقوم بها عناصر القاعدة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في محافظتي أبين وشبوة.

من جانب آخر، قالت مصادر محلية في مدينة عدن جنوب البلاد إن قوات كبيرة من الجيش المدعومة بالعربات وبالدبابات فرضتا طوقا على حي صلاح الدين في مديرية البريقة التي يوجد فيها مصفاة للبترول، بعد ورود معلومات تفيد أن مسلحين من القاعدة يتواجدون في الحي ويحتمون بسكانه.

هجوم برلماني

إلى ذلك، قال مصدر في البرلمان اليمني لـ «البيان»، إن «الحكومة كانت حضرت الى قاعة البرلمان لمناقشة المقترحات الخاصة بتعويض المزارعين نتيجة رفع أسعار الديزل، إلا أن النائب عن حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، محمد الشايف تهجم على رئيس الحكومة وهدد وزير المالية صخر، ما دفع بأعضاء الحكومة الى الانسحاب من الجلسة احتجاجا على ذلك التصرف».

وأضاف المصدر أن «النائب الشايف رفع صوته بالقول: نطالب برئيس حكومة جديد لأن رئيس الحكومة الحالية غير يمني، وحين طلب وزير المالية طرح نقطة نظام للاحتجاج على ما صدر عن الشايف؛ رد عليه وقال إنه سوف يربيه». وحسب المصادر فإن أعضاء في المجلس احتجوا على الإساءات التي صدرت عن الشايف ولم يستطع رئيس المجلس يحيى الراعي السيطرة على القاعة، فأعلن تعليق جلسات البرلمان الى أجل مسمى».

الأكثر مشاركة