رفض العرض العربي بـ «تنحي» الأسد واعتبره «تدخلاً سافراً»

النظام السوري يهدد بـ «الكيماوي» حال تعرض لعدوان خارجي

آثار الدمار جراء الاشتباكات والقصف في حي القابون بدمشق. رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أول تصريح واضح، هددت سوريا أمس بأنها ستستخدم السلاح الكيماوي في حال تعرّضها لعدوان خارجي، مشيرة إلى أن هذا السلاح لن يستخدم في الداخل خلال الأزمة التي تشهدها حالياً، فيما رفضت عرض الجامعة العربية بـ «تنحي» الرئيس السوري بشار الأسد مقابل توفير ممر آمن له ولعائلته معتبرة إياه «تدخلاً سافراً» في شؤونها الداخلية، في وقت صعّدت إسرائيل من لهجتها إزاء تهديدات محتملة بوقوع الأسلحة الكيماوية بيد حزب الله اللبناني في حال انهيار نظام الأسد، كما قدمت تل أبيب شكوى إلى الأمم المتحدة بسبب تسلل جنود سوريين إلى المنطقة العازلة في الجولان المحتل.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحفي في دمشق أمس، إن «أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة في سوريا»، لافتاً الى أن «هذه الأسلحة مخزّنة ومؤمّنة من قبل القوات العربية السورية، ولن تستخدم إلا في حال تعرّض سوريا لعدوان خارجي».

واعتبر مقدسي أن بلاده «تتعرض لحملة إعلامية خارجية موجّهة تحت مزاعم إمكانية استخدام أسلحة دمار شامل»، قائلاً: «كنا قد حذّرنا من إعطاء الجماعات المسلحة القنابل التكتيكية والجرثومية لكي يتم اتهام الجيش السوري بذلك، ولكن نقول إن هذه الحملة الإعلامية والسياسية لا تفيد لمساعدة سوريا بتخطي أزمتها».

ورداً على سؤال بشأن طلب الاجتماع الوزاري العربي الذي عُقد في الدوحة أول من أمس «تغيير مهمة المبعوث الأممي كوفي أنان»، قال مقدسي إن «تغيير مهمة أنان ليست من مهمة العرب، هي تمنيات عربية، وما صدر في الدوحة هو تدخل سافر بشؤون سوريا الداخلية». وأضاف «لم نطلب البعثة الدولية بالأصل، بل أراد المجتمع الدولي كما ادعوا مساعدة سوريا، وتغيير مهمتها أمر عائد لمجلس الأمن»، وجدّد التزام بلاده بـ «إنجاح خطة أنان، ومن الواضح أن من يعرقل هذه المهمة هو من يموّل ويسلح».

تنحي الأسد

وبشأن العرض الوزاري العربي بتنحي الأسد، قال مقدسي، إن «بيان الجامعة العربية الذي يدعو الى تنحي الرئيس بشار الأسد وما الى ذلك وسلطة انتقالية، هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية».

وأضاف «نأسف لانحدار الجامعة العربية الى هذا المستوى اللاأخلاقي في التعاطي تجاه سوريا عوضا عن مساعدتها، أنهم يؤزمون الموقف»، مضيفاً «بالنسبة الى التنحي، نقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه».

وأكد أن «الشعب هو من يجتمع في طاولة حوار وطني وما يصدر عن طاولة الحوار نلتزم بمقرراته». ورأى أن كل «هذا الحرص الذي يدعيه العرب، عار عن الصحة وهو دليل نفاق».

رفض عراقي

في السياق، أعلنت الحكومة العراقية، رفضها وتحفّظها في آن واحد، على قرار جامعة الدول العربية الداعي الى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت الفضائية العراقية الحكومية في خبر عاجل مقتضب عن الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ، قوله إن «الحكومة العراقية ترفض وتتحفظ على قرار جامعة الدول العربية الداعي الى تنحي الرئيس السوري». واعتبرت الحكومة العراقية أن هذا القرار «سيادي وخاص بالشعب السوري».

تصعيد إسرائيلي

وفي سياق التصعيد الإسرائيلي إزاء خزين الأسلحة الكيماوية السورية، هددت إسرائيل، سوريا بأنها ستهاجم أي شحنة أسلحة كيميائية او صواريخ وانظمة دفاعية جوية تنقل الى حزب الله اللبناني، مطلقة في الوقت ذاته تحذيراً من أي محاولة قد يقوم بها جنود سوريون للتسلل الى المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان المحتل.

وأعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن قلقه في مقابلة مع قناة «فوكس» الاميركية «مما سيحدث لمخزون الاسلحة الكيميائية والصواريخ عند سقوط نظام بشار الأسد». وقال نتانياهو: «هل نستطيع أن نتصور أن يمتلك حزب الله أسلحة كيميائية. هذا الامر مثل امتلاك القاعدة لأسلحة كيميائية». وتابع «هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا وللولايات المتحدة. لهذا يجب علينا أن نعمل لوقف ذلك أن استدعت الحاجة».

من جهة أخرى، تقدمت إسرائيل بشكوى لدى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون إثر تسلل جنود سوريين الأسبوع الفائت الى منطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان المحتلة منذ 1967.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ليور بن إن «إسرائيل تقدمت بشكوى لدى الأمم المتحدة لأن الأمر يتصل بحادث خطير». وأضاف إن «هذه المبادرة تشكل رسالة بالغة الوضوح نوجهها عبر الامم المتحدة الى من لا يزالون يمسكون بزمام الأمور في سوريا».

 

قضية الحريري

 

بشأن الشريط المسجّل الذي بثّه «الجيش السوري الحر» للشاهد في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، هسام هسام، الذي وعد بـ «مفاجآت» في ما يتعلّق بالقضية، قال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي: «بالنسبة للشاهد في قضية اغتيال الحريري، اطّلعنا على شريط الفيديو، فالمجموعة المسلّحة تقول إنهم ألقوا القبض عليه، وفي منتصف الشريط يقول هسام أنا جئت إليكم. وهم قالوا إنهم يحضرون مفاجآت فلننتظرها ونرى، ونحن لا نود إفشال مفاجآته».

Email