هادي وجد في قمة الرياض فرصة لإعادة التأكيد على دور »التعاون«

اليمن يراهن على دول الخليج في تجاوز التشظي

ت + ت - الحجم الطبيعي

جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التأكيد على أن اليمن يعتمد على دول مجلس التعاون الخليجي في مساندة بلاده على اتمام عملية التسوية وتجنب حالة التشظي والهلاك.

الرئيس اليمني وجد في القمة العربية الاقتصادية في الرياض فرصة لإعادة التأكيد على الدور الخليجي في عملية التسوية السياسية على أساس المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الامن رقم 2014 و2051.

وبوضوح قال هادي: «وضع اليمن لا يزال صعبا ويحتاج الى دعم ومساندة من أجل تنفيذ استحقاق التسوية السياسية وصولا الى الانتخابات الرئاسية في 21 فبرير 2014 وذلك من أجل خروج اليمن الى آفاق الوئام والسلام والتطور والازدهار». وأضاف: «تعاون المملكة العربية السعودية وتوجيهات دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى كان لها قصب السبق في التعاون من أجل إنقاذ اليمن من التشظي والحرب والهلاك والوصول الى هذه النتائج الناجحة من المرحلة الأولى للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة».

ومع ذلك لم ينس الرئيس اليمني الإشارة الى أن ما تم من انجازات في طريق تنفيذ التسوية تعد انجازات كبيرة وخصوصا ما يتعلق باستتباب الأمن والاستقرار واستعادة الحياة الطبيعية وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن من أجل أن تؤدي واجباتها الوطنية بالصورة المطلوبة والطبيعية كما في معظم البلدان دون الوصاية أو استحواذ من أحد.

ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز، جدد بدوره موقف دول الخليج الحريص على استقرار وأمن ووحدة اليمن، مؤكداً أن «أمن المملكة من أمن اليمن وأن اليمن يعتبر جزءا من منطقة مجلس التعاون الخليجي ويمثل عمقاً استراتيجياً مهماً»، وشدد على أن المملكة ستتعاون مع اليمن حتى خروجه من الظروف الصعبة الى بر الأمان.

تجاوز التشظي

ومع تزايد الصعوبات التي تواجهها المرحلة الانتقالية، يراهن اليمن على موقف دول الخليج العربي السياسي والاقتصادي في دعمه لتجاوز حالة التشظي التي يعيشها اليوم، ومن ثم الوصول الى مؤتمر الحوار الوطني، لما لهذه الدول من تأثير سياسي واجتماعي كبير على الوضع في هذا البلد الذي تطحنه الصراعات والأزمة الاقتصادية. ومع اقتراب موعد مؤتمر الحوار الوطني لاتزال أطراف في الحراك الجنوبي تتردد في المشاركة في المؤتمر فيما ترفضه أطراف أخرى، كما أن الاحزاب السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية لا تزال تتصارع على حصص المقاعد في مؤتمر الحوار وتقاسم المناصب الحكومية.

تأثير خليجي

ولأن دول الخليج تمتلك تأثيراً قوياً وفاعلا على الأطراف السياسية اليمنية بحكم احتضانها لمئات الآلاف من اليمنيين الذين يعملون في اراضيها أو لأن فيها المئات من كبار رجال الاعمال الذين يمتلكون نفوذا اجتماعيا وسياسيا داخل اليمن، كما أن هذه الدول تعد الداعم الاقتصادي الرئيسي لليمنيين فان مساندتها لوحدة واستقرار اليمن بات اليوم الرهان الاساسي لمنع تشظي البلاد ودخولها في مرحلة الاقتتال الاهلي.

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي ينتهج سياسية واضحة وشفافة مع دول الخليج والولايات المتحدة -خلافا للنهج المراوغ الذي كان يتبعه الرئيس السابق علي عبد الله صالح في العلاقة مع هذه البلدان- بات الآن الرقم الصعب في المعادلة السياسية اليمنية ويراهن الكثيرون على موقفهم في تجاوز الخلافات الحزبية واحتواء فصائل الحراك الجنوبي وانجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي من شأنه أن يعيد تركيب بناء الدولة على أسس جديدة.

 

 

موقف واضح

 

 

 

في انتظار أن يتخذ الرئيس هادي خلال اليومين القادمين موقفا واضحاً من الخلافات بين المنظومة الحزبية حول تسليم قوائم ممثليها الى مؤتمر الحوار، وتسمية ممثلي كثير من فصائل الحراك الجنوبي في المؤتمر، ينتظر أن يجدد مجلس الامن الدولي في اجتماعه الاستثنائي في صنعاء الاثنين المقبل دعمه لعملية التسوية وتمسكه بوحدة واستقرار البلاد.

Email