«تحضيرية» المؤتمر ترفض قوائم تمثيل معظم الأحزاب المشاركة

صالح يغادر اليمن قبل التئام الحوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر سياسية يمنية امس أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح رضخ للضغوط الدولية التي مورست عليه للمغادرة بصورة مؤقتة قبل بداية مؤتمر الحوار الوطني منتصف الشهر المقبل، في وقت رفضت اللجنة الفنية التحضيرية للمؤتمر قوائم تمثيل معظم الأحزاب السياسية لعدم التزامها بالمعايير التي حددتها لتمثيل الجنوب والمرأة والشباب.

وكشفت المصادر أن الدول الراعية لاتفاقية التسوية مارست ضغوطا على الرئيس اليمني السابق لمغادرة بلاده بصورة مؤقتة لا تزيد على ستة اشهر حتى لا يؤدي دورا سلبيا في إعاقة التسوية السياسية، حيث يتهمه الرئيس عبد ربه منصور هادي بانه ونائبه الأسبق علي سالم البيض من ابرز معيقي التسوية السياسية واتفاقية نقل السلطة. ووفقا لما ذكرته المصادر، فان تكتل اللقاء المشترك، الذي يرأس حكومة الوفاق، يدفع باتجاه ان يتولى هادي قيادة حزب المؤتمر الشعبي، على ان يتم إزاحة الرئيس السابق من زعامته، مشيرة الى ان هذه الجهود تبذل بالتعاون مع الدول العشر الراعية لاتفاقية التسوية من اجل إقناعها ان وجود حزب سياسي كبير بيد هادي سيشكل توازنا مهما في المعادلة السياسية في مواجهة تجمع الإصلاح الإسلامي.

وكان حزب المؤتمر الشعبي، الذي يرأسه صالح، استبق بيان مجلس الأمن الذي حذر فيه صالح والبيض من إعاقة عملية التسوية، قائلا انه وافق على طلب رئيسه بالسفر الى الخارج بغرض العلاج، وهي خطوة تأخرت كثيرا، حيث كان ينتظر ان يغادر منذ عدة شهور الى السعودية لاستكمال العلاج ومن ثم التوجه الى إيطاليا أو الولايات المتحدة للإقامة هناك.

الأطراف المعرقلة

بدورها، قالت الولايات المتحدة على لسان المندوب الدائم لها لدى الأمم المتحدة السفيرة سوزان رايس ان ما جاء في بيان مجلس الأمن الأخير «تأكيد واضح على دعم المجلس لمحاسبة الأطراف المعرقلة للمرحلة الراهنة».

وأوضحت رايس: « لقد أكد مجلس الأمن استعداده لتبني إجراءات إضافية ضد أولئك الذين يتدخلون في المرحلة الانتقالية السياسية الجارية حاليا في اليمن»، وأضافت:«عبر المجلس من خلال هذا البيان عن دعمه لحوار وطني بقيادة يمنية وتشجيعه لمرحلة انتقالية شفافة تشمل الجميع».

اللجنة الفنية

إلى ذلك، قالت اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني إنها رفضت قوائم تمثيل الأحزاب والمكونات الأخرى لعدم التزامها بالمعايير التي حددتها لتمثيل الجنوب والمرأة والشباب في قوائمها.

وأوضحت في بيان أنها «عقدت اجتماعا برئاسة رئيس اللجنة عبدالكريم الارياني لاستعراض ومناقشة نتائج التحليل للقوائم المقدمة من الأحزاب والحركات السياسية للتأكد من النسب التي أقرتها اللجنة المتعلقة بتمثيل الجنوب بنسبة لا تقل عن 50 في المئة والمرأة بنسبة لا تقل عن 30 في المئة والشباب». وذكرت أن «نتائج التحليل لقوائم الأحزاب والحركات السياسية جاءت غير مطابقة للنسب المحددة، بل تراوحت النسب من صفر لتمثيل الشباب وصفر لتمثيل المرأة و50 في المئة لتمثيل الجنوب في قائمة تمثيل المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية الشبابية فقط». وأكدت أن «معظم الأحزاب السياسية والحوثيين لم تلتزم بتلك النسب، حيث جاء تمثيل الجنوب والمرأة والشباب بأقل من تلك المحددة من قبل اللجنة».

ونوهت بأن الحزب الاشتراكي فقط هو من تميز بالتزامه بالنسب المحددة حيث شملت قائمة ممثليه 51 في المئة من الجنوب و30 في المئة للمرأة و 26 في المئة للشباب. وطالبت اللجنة كافة الأحزاب والحركات السياسية التي لم تلتزم بنسب التمثيل للجنوب والمرأة والشباب التي حددتها بضرورة تعديل قوائمها وتسليمها خلال الأسبوع الجاري.

إغلاق الحدود

أمنيا، قالت مصادر محلية في محافظة الضالع ان مسلحين من الحراك الجنوبي اغلقوا الطريق الذي يربط بين صنعاء وعدن عند نقطة حدود شطرية للمطالبة بالإفراج عن مدانين في قضايا تفجيرات وقعت في عدن قبل عامين.

وقالت المصادر ان عناصر مسلحة من الحراك الجنوبي استحدثت نقطة عسكرية في منطقة سناح شمال مدينة الضالع وهي نقطة حدودية سابقة بين شطري اليمن ومنعوا السيارات القادمة من الشمال وكل الشماليين من المرور، وقالوا انه سيستمرون في هذا العمل الى حين الإفراج عن «الأسرى» الجنوبيين لدى السلطات.

وقال قيادي بارز في اللقاء المشترك لـ«البيان» ان «السلطات على علم بهذه التحركات، وان قيادة المحافظة وقوات الجيش والأمن المرابطة هناك لم تحرك ساكناً لإنهاء هذا العمل»، مشيرا الى ان «هناك معلومات عن قيام مجاميع مسلحة اخرى في محافظة لحج بإغلاق الطريق الذي يربط مدينة تعز بمدينة عدن وعند نقطة حدودية سابقة».

إحراق سيارة الزميل الغباري

تعرضت سيارة مراسل صحيفة «البيان» في اليمن محمّد الغباري لمحاولة حرق من قبل مجهولين أمام مقر نقابة الصحافيين في صنعاء.

وأفادت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين اليمنية بتلقيها بلاغا من الزميل الغباري يفيد فيه تعرض سيارته لمحاولة حرق من قبل مجهولين أمام مقر نقابة الصحافيين، حيث فوجئ هو وعدد من الزملاء بالنيران تشتعل أسفل السيارة وعلى نحو ينم عن تعمد واستهداف واضحين أثناء تواجده في مقر النقابة.

وعبرت لجنة الحريات عن إدانتها هذه الجريمة، مطالبة بذات الوقت الأجهزة الأمنية المعنية بالتحقيق في ملابساتها وكشف الجناة وإحالتهم للنيابة، وتعد مثل هذه الأعمال استمرارا للهجمة الموجهة ضد الصحافة والصحفيين. وطالبت نقابة الصحافيين اليمنية وزارة الداخلية أن تتعامل بمسؤولية وجدية لوضع حد لهذه التوجهات الخطرة.

Email