تصدت قوات الجيش المصري وقوات الأمن والشرطة المنتشرة في سيناء أمس لسلسلة هجمات إرهابية استهدفت مواقع عسكرية وكمائن وداراً للإذاعة، وفيما أكد مصدر عسكري فشل تكتيك الإرهابيين الجديد بزرع العبوات الناسفة في طريق العربات والمصفحات العسكرية هناك، كشف خبير عسكري عن وجود أربعة تنظيمات مسلحة تعمل تحت قيادة «الإخوان» في سيناء عدا التنظيمات الإرهابية الأخرى، في وقت تحدثت تقارير عن هروب قيادات «إخوانية» للحدود مع فلسطين المحتلة لقيادة تحركات الجماعة.

وفي تفاصيل الهجمات الإرهابية في سيناء، تصدت قوات الجيش، لهجوم شنته مجموعة من المسلحين على حاجز أمني على طريق العريش الدائري، وقال مصدر مسؤول إن «الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من ليل الأحد تم على حاجز للجيش بمنطقة حي الصفا بالعريش على الطريق الدائري، وردت القوات بنيران تحذيرية وتصدت للهجوم، ولاذ المسلحون بالفرار دون وقوع أي أضرار».

كما تعرضت ثلاثة مواقع خاصة بالجيش في منطقة الكرامة بالعريش لهجمات إرهابية، وقال مصدر أمني إن «حاجزا أمنيا للجيش بمنطقة الكرامة بالعريش تعرض لإطلاق قذائف «آر. بي. جي» عليه إلا أنها سقطت بعيدا عن الموقع».

كما قام مسلحون بشن هجوم بأسلحة آلية على قوات للجيش مكلفة بحراسة مقر إذاعة شمال سيناء ونقطة لحرس الحدود بمنطقة المساعيد قرب مقر الإذاعة ولم تسفر الهجمات عن وقوع خسائر. كما أطلق مسلحون النار على كمين أمني بمنطقة أبو طويلة في مركز الشيخ زويد، وقامت قوات الأمن بالرد عليهم وتبادل إطلاق النار معهم حتى فروا هاربين.

عبوات ناسفة

في السياق، فشلت محاولة استهدفت أمس مدرعات تابعة للجيش المصري بزرع متفجرات في طريقها بمدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، للمرة الثانية على التوالي.

وقال مصدر أمني مصري إن «عبوة ناسفة انفجرت فجراً على طريق رفح-العريش بالقرب من قرية المطلة عقب مرور مدرعات تابعة للجيش، من دون أن يصاب أحد بأذى». وأضاف المصدر أن «هذه هي ثاني محاولة فاشلة من نوعها خلال 24 ساعة، حيث كان الفشل أيضا مصير محاولة جرت ليل الاحد بالقرب من طريق سادوت برفح».

مشيرا إلى أن تفجير العبوتين لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية. وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن في شمال سيناء تمكنت من ضبط ثمانية عناصر من المشتبه بهم في أحداث سيناء، بينهم أربعة فلسطينيين تمت إحالتهم الى الجهات المعنية، وجار فحصهم للوقوف على مدى تورطهم في الأحداث.

هروب قيادات إخوانية

إلى ذلك، قالت تقارير منسوبة لمصادر أمنية أن عدداً من قيادات «الإخوان» هربوا إلى المناطق الحدودية في سيناء من أجل قيادة تحرك أنصار الرئيس المعزول د. محمد مرسي من تلك المنطقة، وتنظيم تظاهرات عِدة في محافظات مُختلفة، في الوقت الذي تتوافق فيه رؤى «الجماعة» وأنصارها مع رؤى الجماعات الإرهابية في سيناء، والذين أطلق سراحهم وأخرجهم من المعتقلات الرئيس المعزول.

تنظيمات مسلحة

من جانبه، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء حسام سويلم، أن «هناك أربع جهات تُثير الإرهاب في سيناء، وتواجهها القوات المسلحة بوجهٍ عام، تعمل تلك الجهات الأربع تحت قيادة جماعة الإخوان التي خرجت من رحمها كافة التنظيمات الإسلامية، أما باقي الجهات فهي (الجهاد، وتنظيم القاعدة، وتنظيمات إرهابية أخرى مُتعددة ومن جنسيات مُختلفة)».

وقال الخبير: «عقب الإطاحة بمرسي تم تعرية هؤلاء الإرهابيين الذين كانوا مشمولين بعطف السلطة ومباركتها لوجودهم في سيناء، فهي السلطة نفسها التي أخرجت معظمهم من السجن، ومن ثم فالوضع تغير الآن وأطلقت يد القوات المسلحة لتطهير المنطقة بوجه عام، وها هي تأتي بثمارٍ طيبة في سبيل مكافحة الإرهاب في سيناء، وخاصة عقب أن تم تدمير ما يقرب من 80 في المئة من الأنفاق التي تستخدم في التهريب».a

إحباط محاولة لتهريب «الإخوان» من السجون

كشفت مصادر أمنية، عن تمكن قوات الجيش قبل أيام من تدمير أحد الأنفاق التي تم رصدها من قبل رجال حرس الحدود، وعثر بداخله على أكثر من 50 قطعة سلاح متنوعة، وزي خاص برجال الجيش والشرطة، علاوةً على خرائط توضح أماكن تواجد الأكمنة ومقرات الجيش والشرطة في سيناء ومدن القناة، علاوةً على أماكن وأسماء السجون الموجود بها قيادات تنظيم الإخوان.

وأفادت المصادر أنه «تم إلقاء القبض على ثلاثة من الجماعات الإرهابية داخل النفق، وبالتحقيق معهم تم التوصل إلى أنهم كانوا مكلفين بمهاجمة رجال الجيش والشرطة والأكمنة الخاصة، وتكوين خلايا بالقاهرة من أجل تنفيذ عمليات اقتحام للسجون أو عمليات استهداف مسلح لمواكب الشرطة أثناء ترحيل قيادات الإخوان بغرض تهريبهم».

ولم يستبعد الخبير الأمني والعسكري اللواء محمد قدري السعيد، ضلوع حركة حماس في هذا المخطط، لعلاقتها الوثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، فضلًا على أن هذا السيناريو كرر من قبل أثناء ثورة 25 يناير، عندما هاجمت عناصر من حركة حماس السجون المصرية، ونجحت في تهريب المساجين وقيادات من جماعة الإخوان.

فيما أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء أحمد عبدالحليم، أن العرض الذي أقامته كتائب عزالدين القسام بغزة قبل أيام دعمًا للإخوان المسلمين، يؤكد صحة المعلومات التي تم الكشف عنها مؤخرًا حول مخطط تهريب قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتشكيل لواء إرهابي داخل القاهرة لتنفيذ أعمال إرهابية.