فاجأ الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي المشاركين في منتدى «حوار المنامة» الذي تحتضنه المنامة بإعلان معارضة بلاده للاتحاد الخليجي وتهديده بالانسحاب من مجلس التعاون لدول الخليج العربية إن تم إقراره..
فضلاً عن تجديد رفضه الانضمام إلى العملة الخليجية الموحدة أو توسعة قوات درع الجزيرة، في وقت جددت دول المجلس أمس تأكيداتها على أن أمنها خط حمر على لسان أمينها عبداللطيف الزياني، في كلمته خلال المنتدى قائلا:إن «أمن دول المجلس وحقوقها، وسلامة مواطنيها ومكتسباتها وأراضيها تمثل خطوطاً حمراء لن تسمح دول المجلس مجتمعة لأحد بتجاوزها».
وفيما دعت السعودية إلى «إعادة تصحيح هوية المجلس وتغليب المصلحة العامة»...قال بن علوي، في كلمة أمام المشاركين في المنتدى الذي تطرقت معظم الكلمات الوزارية التي ألقيت أمامه إلى الاتفاق : «نحن ضد الاتحاد»، موضحاً أن السلطنة «لا تريد الدخول في صراعات وينبغي النأي بالمنطقة عن الصراعات الدولية».
وأكد المسؤول العماني أن لدى بلاده «تحفظات سياسية وعسكرية واقتصادية على قيام الاتحاد الخليجي». وعن توسعة قوات درع الجزيرة، أجاب: «لا توجد حاجة لتوسعة قوات درع الجزيرة باعتبار ان المنطقة ليست في حالة حرب». وعزا ذلك إلى أن «المنطقة، ومنذ القرن السابع عشر وحتى اليوم وهي تواجه تهديدات وتحديات، إلا أنه وبعد أن أصبحت منطقة الخليج غنية بالنفط اهتمت بها الدول الغربية والتزمت بالحفاظ على أمن المنطقة...
وبالتالي فإن أي تهديدات عسكرية هي مسؤولية غربية، ودول الخليج ليست على استعداد عسكري لمواجهة جيراننا». وبشأن انضمام عُمان للعملة الخليجية الموحدة، قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في السلطنة إن مسقط «لن تنضم أيضاً إلى هذه العملة»، مطالباً بأن «يكون هناك استقرار اقتصادي شامل قبل الحديث عن العملة الموحدة».
وذكر بن علوي ردا على سؤال منفصل لوكالة «فرانس برس»: «لن نمنع الاتحاد لكن اذا حصل لن نكون جزءا منه»، مستطرداً ان «موقفنا ايجابي وليس سلبيا. فنحن ضد الاتحاد لكننا لن نمنعه». وفي حال قررت الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي اقامته، فإن بن علوي أوضح أن بلاده «ستنسحب ببساطة من المجلس».
موقف سعودي
وسبقت تصريحات بن علوي كلمة لوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني الذي دعا دول الخليج إلى أن تكون «يدا واحدة في مواجهة المخاطر في المنطقة».
وقال مدني إن «الدعوة إلى الاتحاد تعبير عن ضرورة أمنية سياسية اقتصادية استراتيجية ملحة». وتابع: «يجب أن نتوحد لنكون عامل قوة». وأفاد أن «مصدر القلق الفعلي يكمن الان بين السعودية وايران»،..
مشيراً إلى أن دول المجلس «شهدت الكثير من التهديدات خلال الأعوام الاخيرة». وأردف: «التحديات التي تواجهنا تفرض علينا تبني صياغات جديدة لدعم أمننا المشترك»، مطالباً بـ«إعادة تصحيح الهوية الشاملة للمجلس وتغليب المصلحة العامة على النظرة الضيقة والمصلحة الأحادية»، ومشدداً على «ضرورة أن تعمل دول الخليج بجدية نحو الاتحاد للحفاظ على مكتسبات دول وشعوب الخليج».
تصريحات الزياني
في غضون ذلك، شددالزياني، في كلمته خلال المنتدى على أن «أمن دول المجلس وحقوقها، وسلامة مواطنيها ومكتسباتها وأراضيها تمثل خطوطاً حمراء لن تسمح دول المجلس مجتمعة لأحد بتجاوزها».
وأوضح أن «مجلس التعاون انتهج مفهوم الأمن الجماعي كمحور رئيس في عمله وتفاعلاته، حيث يعتبر المجلس أن أمن دوله كل لا يتجزأ، وأن أي اعتداء أو تهديد لإحداها، أو تدخل في شؤونها الداخلية، هو تهديد واعتداء على الدول الأخرى، تقع مسؤولية مواجهته عليها جميعاً».
وأضاف الزياني: «أوضح تجسيدات مفهوم الأمن الجماعي في تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي في العام 1991، وفي الدعم المستمر لمطالب الإمارات باستعادة جزرها الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى من إيران، وفي تأمين المنشآت الحيوية في البحرين في العام 2011 من قبل قوات درع الجزيرة ضد التدخلات والتهديدات الخارجية، وذلك من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين دول المجلس عام 2000».
موقف بحريني
بدوره، جدد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ترحيب المملكة باتفاق إيران مع مجموعة 5 1 بشأن ملفها النووي، موضحا أن بلاده وبقية دول مجلس التعاون «تريد أن يصل هذا الاتفاق الأولي إلى اتفاق نهائي يأخذ في الاعتبار مصالح الجميع في المنطقة».
الابتسامات البيضاء
دعا رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية في المملكة العربية السعودية الأمير تركي الفيصل آل سعود في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية مساء أول من أمس إيران إلى «إظهار نواياها الطيبة تجاه دول المنطقة بدلا من توزيع الابتسامات البيضاء فقط».