أثار استبعاد اسم وزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي من القائمة النهائية لشخصية العام في استفتاء مجلة «تايم» الأميركية، سخط أنصاره في الشارع المصري، الذين استنكروا ذلك الاستبعاد مؤكدين أنه جاء لأسبابٍ سياسية بحتة، لكنه لن يضر من قريب أو من بعيد بشعبية الفريق السيسي، خاصة أن المجلة استبعدته رغم حصوله على النسبة الأكبر في تصويت القراء الأخير.
وكان السيسي قد فاز بلقب شخصية العام في استفتاء القراء الذي أجرته مجلة «تايم»، وأعلنت نتائجه الجمعة الماضية، حاصلاً على 449.596 صوتاً بنسبة 26.2 في المئة من إجمالي عدد المصوتين في استفتاء المجلة، متفوقاً على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي حصل على 356.771 صوتاً بنسبة 20.8 في المئة، وحل في المرتبة الثانية.
تدخل أميركي
واستبعاد اسم الفريق السيسي من القائمة النهائية رغم هذا التفوق في استفتاء القرّاء دفع مراقبين للتأكيد على وجود «أصابع أميركية» تدخلت في هذا الشأن، خاصة في ظل الموقف الأميركي الرافض للتطورات التي حدثت في مصر ولثورة 30 يونيو، وخريطة الطريق التي أعلنت عنها القوات المسلحة المصرية في 3 يوليو الماضي.
وبحسب ما أكده الأمين العام لحملة «كمل جميلك» بشير حمد، فإن استبعاد اسم السيسي يؤكد ضلوع واشنطن، مؤكداً أن خروج السيسي على هذا النحو المفاجئ يؤكد تعرض المجلة لضغط سياسي، وبتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة أن فوز السيسي رسمياً بلقب شخصية العام يضعف من موقف الجماعة المحظورة.
وهو الأمر الذي لفت إليه كذلك الكاتب الصحافي البارز إبراهيم عيسى، موضحاً أن الولايات المتحدة لا يمكن أبداً أن تختار السيسي شخصية العام على هذا النحو.
شائعات إخوانية
وفي سياق ذي صلة، روّج أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المحظورة خلال الأيام الماضية شائعات تدور حول كون الفريق السيسي قد تعرض للاغتيال، وهي الشائعات التي أكد مراقبون على كونها جاءت بقصد إحباط الروح المعنوية لمؤيدي خريطة الطريق، ومحاولة زعزعة استقرار الشارع المصري، ضمن مخطط الإخوان الهادف لإثارة الفوضى.
ولفتت تقارير صحافية أن الشائعة ترددت من أحد حسابات التواصل الاجتماعي التركية، وتحديداً حساب يتعلق بفريق عمل مرتبط بالمخابرات التركية، يخطط لحملات إعلامية ضد مصر وقادتها بداية من رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور، ورئيس مجلس الوزراء د. حازم الببلاوى، والفريق السيسي. مؤكدين أن المواقع الرسمية لجماعة الإخوان المحظورة في مصر نشرت الخبر نقلاً عن الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على موقع «فيسبوك»، فضلًا على توجيه تعليمات للجان الإلكترونية بنشر الخبر بشكل أوسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
بلاغ رسمي
وكان المحامي المصري طارق محمود قد قدّم بلاغاً رسمياً (رقم 4220 لسنة 2013 بلاغات محامي عام أول نيابات استئناف الإسكندرية)، ضد رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الشعب مجدي أحمد حسين لنشره أنباءً تتعلق بنشر شائعة اغتيال السيسي، مؤكداً أن نشر الخبر هدفه إحداث انقسام داخل المؤسسة العسكرية بالإيحاء بوجود تمرد داخل هذه المؤسسة والذي نتج عنه محاولة الاغتيال التي نشرتها الصحيفة.
دور بارز
لعب وزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي دوراً بارزاً في أعقاب ثورة 30 يونيو، بتحقيق انتصار للإرادة الشعبية المصرية التي بزغت ضد حكم الإخوان المسلمين، ما وضعه في مواجهة دائمة مع عناصر التنظيم الإخواني الذين اعتبروه خصماً سياسياً لهم، في ظل مطالب العديد من القوى السياسية والثورية له بالترشح للانتخابات الرئاسية، وهي المطالب التي لم يُعلن استجابته لها حتى الآن. البيان