استهدفت سيارة مفخخة مساء أمس مدينة الهرمل في وادي البقاع، شرق لبنان، مما أدى إلى مقتل اربعة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح، في ثاني تفجير خلال اقل من شهر استهدف هذه المدينة حيث يتمتع حزب الله حليف دمشق بنفوذ واسع، وهو ما ادانته الحكومة واعتبرته عملاً «إرهابياً».
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية وأفادت ان سيارة مفخخة انفجرت في محطة الايتام للمحروقات في الشارع الرئيسي لمدينة الهرمل. واضافت ان الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة. وعرضت «المنار» لقطات من مكان التفجير يبدو انها التقطت بكاميرا هاتف خليوي، تظهر اندلاع حريق كبير في المحطة. ولم يظهر في اللقطات سوى الحريق المندلع في المحطة، اذ إن التفجير وقع بعد حلول الظلام.
نحو الأسوأ
وقال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، مروان شربل، أعلن أن عدد ضحايا الإنفجار الذي وقع بمدينة الهرمل شرق البلاد، بلغ اربع قتلى. واضاف في تصريح صحافي، ان «المعلومات الأولية تشير إلى أن الإنفجار ناجم عن عملية انتحارية، مشيراً إلى سقوط اربعة قتلى واكثر من 18 جريحا، وان ثلاثة من الجرحى في حالة خطرة». ووصف الوضع الأمني في لبنان بأنه «غير مستقر ويتطور نحو الأسوأ كل يوم».
وكشف شربل أن 400 سيارة سرقت في لبنان خلال الأشهر الـ6 الماضية، وأن معظم عمليات التفجير تتم بواسطة سيارات مسروقة.
الى ذلك أعلن مسؤول الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله في مدينة الهرمل، أن القتلى الاربعة الذين سقطوا بانفجار السيارة المفخخة، مساء امس، هم ثلاثة مدنيين، والإنتحاري الذي تناثرت أشلاؤه في أماكن عدة بمحيط الحادثة. وقال عبد الله زغيب، ان الإنفجار أدى إلى سقوط 3 قتلى مدنيين إضافة إلى الإنتحاري فضلا عن 18 جريحاً حالة بعضهم حرجة، نقلوا جميعاً إلى مستشفيات المنطقة.
من ناحية أخرى تبنت "جبهة النصرة في لبنان" تفجير السيارة المفخخة في مدينة الهرمل في شرق لبنان حيث يتمتع حزب الله حليف دمشق وطهران بنفوذ واسع، قائلة انه هجوم انتحاري ردا على مشاركة الحزب في المعارك داخل سوريا.
وأعلنت الجبهة عن تنفيذها "عملية استشهادية ثانية على معقل حزب ايران في الهرمل (...) مع استمرار جرائم حزب ايران بحق اهلنا المستضعفين شامنا الحبيب، واصراره على ارسال المزيد من مرتزقته لقتل الشعب السوري"، وذلك في بيان نشرته على حسابها الخاص على موقع "تويتر".
عمل إرهابي
من جهته أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الإنفجار ووصفه بـ «الإرهابي». وقال بيان رسمي أن ميقاتي أدان «الانفجار الارهابي الذي وقع في مدينة الهرمل اليوم وهو الثاني الذي يستهدف تلك المنطقة موقعا المزيد من الشهداء والجرحى».
وأضاف ميقاتي بحسب البيان أنه «مرة جديدة تستهدف أيادي الغدر منطقة لبنانية وتمعن في اجرامها بحق مواطنين أبرياء، ولا يمكننا أمام هذا المصاب الجلل إلا ان نجدد المناشدة للجميع للتوحد حماية لوطننا وصونا لأهلنا». والتفجير هو الرابع الذي يستهدف مناطق نفوذ للحزب في اقل من شهر، والسابع منذ الكشف قبل اشهر عن مشاركته في المعارك الى جانب القوات النظامية السورية.
كان ثلاثة اشخاص قتلوا في 16 يناير، في تفجير سيارة مفخخة في هذه المدينة القريبة من الحدود السورية. وانفجرت سيارتان مفخختان يقودهما انتحاريان خلال الشهر الماضي في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية، أبرز معاقل حزب الله الشيعي.وأدى تفجير في الثاني من يناير الى مقتل خمسة أشخاص، في حين أودى تفجير في 21 من الشهر نفسه، بحياة اربعة اشخاص.
تحذير
حذرت الولايات المتحدة أمس رعاياها من السفر إلى لبنان في أعقاب الأحداث الأمنية التي شهدها في الآونة الأخيرة. وذكرت السفارة الأميركية في لبنان في بيان أن وزارة الخارجية الأميركية قامت بتحديث تحذير السفر إلى لبنان بسبب الحوادث الأخيرة المتعلقة بالأمن فيه. وأضافت السفارة أن الوزارة نصحت رعاياها «بتجنب السفر إلى لبنان ودراسة المسألة بعناية والتسليم بالمخاطرة» في حال قرروا السفر إلى لبنان. وأكدت أنها ستواصل العمل مع الشعب اللبناني والمؤسسات اللبنانية للمساعدة على ضمان الاستقرار. بيروت ـ كونا
قنبلة
أصيب شخصان في انفجار قنبلة يدوية كانت بحوزتهما في باحة مسجد الخاشقجي، مساء امس، في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، إن «شخصين أحدهما بحال الخطر، أصيبا في انفجار قنبلة كانا يلهوان بها في باحة جامع الخاشقجي» في بيروت.
وأفاد شهود أن القوى الأمنية طوقت مكان الحادثة فيما شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المنطقة. بيروت ــ يو.بي.آي