قالت مصادر مصرية داخل ما يسمى التحالف الوطني لدعم الشرعية، المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والرئيس المعزول محمد مرسي، أن قيادات الجماعة التي تدير حركة تظاهرات الطلاب التابعين لها، أصدرت أوامرها لأنصارها للتظاهر تزامنًا مع بدء الدراسة، وارتكاب عمليات عنف تصل إلى حد حرق المدارس.

في نفس الوقت، جاء قرار مجلس الوزراء المصري بتأجيل الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين لحين استكمال المنظومة الأمنية، واستكمال رفع كفاءة المنشآت والمدن الجامعية التي أصابها الكثير من التلف، جراء أعمال الشغب من «فئة ضالة» من الطلاب، على أن تبدأ يوم 8 مارس المقبل، ليثير العديد من التساؤلات عن أسباب التأجيل، ومدى ارتباط ذلك بمخططات طلاب الاخوان لارتكاب أعمال عنف في المدارس والجامعات.

تهديد صريح

وأكدت مصادر داخل ما يسمى التحالف الوطني لدعم الشرعية، أن جماعة الإخوان تريد الضغط على المصريين بجميع أوراقها، وإشاعة أكبر قدر ممكن من حالة الفوضى في قطاعات كبيرة داخل البلاد لم يكن بها تظاهرات من قبل، تصل إلى حد إحراق المدارس، بهدف إظهار أن الحكومة الحالية غير قادرة على إدارة البلاد، وأن الأوضاع الأمنية خارج سيطرة الجيش والشرطة، بحسب المصادر.وما أكد الأمر ذاته أن القيادية في جماعة الإخوان الإرهابية عزة الجرف، المعروفة إعلاميا باسم «أم أيمن» كانت قد علقت على قرار الحكومة، في تغريدة لها عبر «تويتر» قائلة: حكومة الانقلاب تؤجل الدراسة ليوم 8 مارس فزعًا من الحراك الطلابي و8 مارس جاي جاي.. والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، نهايتهم قريبًا بعون الله.

عنف محتمل

بدوره، قال مساعد وزير الداخلية السابق الخبير الأمني اللواء جمال أبو ذكري: أن الحكومة لجأت إلى تأجيل الدراسة بسبب العنف المحتمل من قبل طلاب الجماعة الإرهابية، مشيرًا إلى أن «إخوان الشياطين» سيقومون باللعب على وتيرة العنف في المدارس والجامعات، من أجل اختلاق القصص والافتراء على رجال الشرطة، بدعوى أنهم يتصدون للطلاب.

وأضاف أبو ذكري، في تصريحات خاصة لـ «البيان»، إن الحكومة عليها أن تضع آلية حاسمة من أجل مواجهة العنف والإرهاب الإخواني، خاصة أن تأجيل الدراسة يُعتبر حلاً مؤقتًا، إلا أن العنف سيحدث آجلاً أو عاجلاً، مُشيرًا إلى أن الحزم والقوة هو أفضل رد على المُخططات الإخوانية التي تعتمد على شباب المدارس والجامعات.

الأزهر يؤكد

من جانبه، اعترف نائب رئيس جامعة الأزهر د. أحمد حسني، بأن سبب تأجيل العام الدراسي الثاني في الجامعة هو الخوف من أعمال العنف والتخريب التي يقوم بها أنصار جماعة الإخوان، مؤكدًا أن طلاب جماعة الإخوان قاموا بحرق كلية التجارة والهندسة، وأجزاء من كلية الزراعة التي شهدت أيضًا تحطيمًا للكثير من محتوياتها ومعاملها، مؤكداً أن الإصلاحات التي تشهدها الجامعة الآن سوف تنتهي مع بداية مارس المقبل.

تحطيم محطة مترو

وبدأت الجماعة أمس مخططها التخريبي بقيام مجموعة من عناصرها، ترتدي أقنعة سوداء بإثارة الشغب في محطة مترو انفاق حدائق حلوان في القاهرة، وقاموا بكتابة عبارات مناهضة للجيش والشرطة وحطموا أبواب المحطة.وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن المجموعة أثارت الرعب بين ركاب المترو وموظفي المحطة.وقام أهالي المنطقة بالتصدي لعناصر الإخوان الذين قاموا بإطلاق الشماريخ النارية، وسط حالة من الكر والفر.

 

«الجماعة» تحشد لتظاهرة اليوم

 

عشية مواصلة محكمة جنايات القاهرة نظر قضية الهروب من سجن وادي النطرون، المتهم فيها قيادات تنظيم الإخوان المسلمين، تحاول "الجماعة" أن تستجمع قواها مُجددًا عقب أن فشلت في الحشد على مدار الشهور القليلة الماضية بصورة لافتة للنظر، وأن تنظم تظاهرات جديدة، اليوم الجمعة، دعا إليها التحالف الداعم للرئيس المعزول منتصف الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن تبدأ التظاهرات الإخوانية في عددٍ من الأحياء والمناطق الرئيسية في القاهرة الكبرى والمحافظات، بينما تواصل الجماعة تراجعها عن الخروج في تظاهرات ومسيرات من المساجد الرئيسية، خاصة أن أجهزة الأمن تكثف من تواجدها في محيط تلك المساجد، وتُحبط أية مُحاولات للتظاهر فيها، وهو ما بدا بوضوح خلال أيام الجُمع الماضية.

وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية المنشق عن تنظيم الإخوان أحمد بان، في تصريحات خاصة لـ «البيان»: إن الجماعة تعاني انقسامًا داخليًا الآن، في ظل عصيان كثير من غالبية الكوادر الشبابية لأوامر وتعليمات القيادات والتنظيم الدولي. البيان