المعارضة تُسقط طائرتين للنظام في ريف دمشق

أسقطت المعارضة السورية المسلحة أمس طائرتين حربيتين للنظام في ريف دمشق، وسط معارك طاحنة تشهدها منطقة القلمون، فيما قتل 61 جندياً من قوات النظام في معارك قرب حماة، في وقت شنّت فصائل من الجيش الحر وجبهة النصرة هجوماً مضاداً على تنظيم دولة العراق والشام (داعش) في مدينة البوكمال على الحدود السورية مع العراق بعد يوم من استيلاء «داعش» عليها.

في تفاصيل المشهد الميداني السوري، قالت مصادر في المعارضة السورية إن قواتها أسقطت طائرة حربية من طرز «ميغ» في منطقة القلمون. وذكرت تقارير أن الطائرة سقطت في بلدة الصرخة في القلمون وسط تواصل المعارك العنيفة التي تمكّن خلالها المعارضون من تدمير ثلاث دبابات.

وأسقطت المعارضة المسلحة طائرة حربية ثانية في منطقة المليحة الواقعة في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وشنت قوات النظام عشرات الغارات الجوية على الملحية، في محاولة لوقف تقدم قوات المعارضة التي تزحف من الجنوب باتجاه العاصمة دمشق.

في غضون ذلك، أفاد ناشطون بازدياد وتيرة القصف بشكل كبير على المدنيين في منطقة خان دنون بالغوطة الغربية في ريف دمشق، وتزامن ذلك مع قصف بالشيلكا من جبل المضيع وحاجز الكبري، إضافة إلى قصف متقطع من الدبابات الموجودة على جبل المانع والمضيع.

50 جندياً

في السياق، ذكرت مصادر ميدانية أن نحو 50 جندياً من قوات النظام قُتلوا في حاجز المجبل بمدينة السلمية في حماة، بعد شن هجوم كبير للمعارضة على الحاجز. وأعلن ناشطون عن مقتل 11 عنصراً من القوات الحكومية خلال معركة بين الجيشين السوري والحر للسيطرة على حاجز الشيخ هلال على الطريق بين السلمية وأثريا بريف حماة الشرقي.

في حلب، فتح مقاتلو المعارضة جبهات جديدة ضد قوات النظام في المدينة، إذ سيطرت المعارضة على مبنى الهلال الأحمر والجمعية المالية، في حين تدور معارك ضارية قرب فرع المخابرات الجوية في المدينة.

وأفاد ناشطون بأن هناك قصفاً من الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة استهدف أحياء الليرمون والشيخ نجار ومحيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء ومناطق عدة شرقي حلب. كما قصفت الدبابات والمدفعية تل الزرازير بحي السكري وسط اشتباكات عنيفة في أحياء الراموسة، إذ تمكنت غرفة عمليات أهل الشام من قطع طريق إمداد لقوات النظام بالمنطقة. وذكر ناشطون أن الجيش الحر قتل أربعة عناصر تابعين للنظام، في تفجير آلية كانوا يستقلونها في محيط مدرسة الحكمة بالراموسة.

«داعش» و«النصرة»

إلى ذلك، انسحب تنظيم دولة العراق والشام (داعش) من مدينة البوكمال أمس، بعد هجوم كبير شنته فصائل الجيش الحر بمؤازرة من جبهة النصرة. وبلغ عدد قتلى هذه المعارك نحو 70 قتيلاً. وتناقلت مواقع إنترنت موالية لـ«داعش» أن تنظيم الدولة انسحب من مدينة البوكمال، بعد أن حرر 20 من أسراه لدى الهيئة الشرعية التابعة لجبهة النصرة، كما قتلت مسؤول الجبهة في المنطقة. إلا أن روايات الموالين لجبهة النصرة تتحدث عن فرار مقاتلي «داعش» من أرض المعركة بعد هجوم كبير شنته الجبهة وفصائل الجيش الحر وكتائب إسلامية.

واتهم «داعش» فصائل من المجلس الثوري للبوكمال، التابعة للجيش الحر، بمؤازرة جبهة النصرة لإعادتها إلى داخل البوكمال بعد يوم من دحرها.

وأوضحت مصادر من المدينة أن هجوم «داعش» على البوكمال كان متوقعاً، إلا أنه برغم ذلك كان مباغتاً وسريعاً، إذ استيقظت المدينة على وجود المئات من المقاتلين من الخارج، إضافة إلى بعض الخلايا النائمة التابعة لـ«داعش».

وأضاف «على الفور توحدت كل الكتائب المقاتلة في البوكمال وريفها مع جبهة النصرة، مدعومة بمسلحي العشائر، وشنوا هجمات مكثفة على مسلحي داعش في قلب المدينة التي تحولت إلى ساحة دماء من الطرفين، وأجبروهم على الفرار وإحكام السيطرة على المدينة».

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النصرة والكتائب الإسلامية «استعادت السيطرة على كامل المدينة»، في حين انسحب عناصر «داعش» إلى «محطة التي تو النفطية» الواقعة على مسافة نحو 60 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي.

إضاءة

 

جاءت المعركة بين «داعش» وجبهة النصرة، على خلفية القتال بينهما في منطقة البصيرة التي تبعد 90 كيلومتراً عن البوكمال، إذ نشبت معركة قبل أسبوعين بين الطرفين، خسرت فيها الجبهة 15 من مقاتليها، وانتهت بسيطرة الدولة وانسحاب النصرة، وبقيت حالة التأهب من الطرفين لمعركة محتملة التي كانت نهايتها في البوكمال.

الأكثر مشاركة