شهد أكثر من مليوني مصل من الزوار والمعتمرين والمواطنين والمقيمين مساء اليوم ختم القرآن الكريم بالمسجد الحرام ليلة 29 من شهر رمضان المبارك. وامتزجت دموع المصلين بزخات المطر التي هطلت اليوم على مكة المكرمة.
وتوافد المصلين إلى المسجد الحرام منذ وقت مبكر من هذا اليوم الذي امتلأت أروقته وأدواره وسطوحه وبدرومه وتوسعة الملك عبدالله بالمصلين وامتدت صفوفهم إلى جميع الساحات المحيطة بالمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه .
وأم المصلين في المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس الذي دعا للمسلمين في هذا الليلة المباركة بالمغفرة والعتق من النار وأن يحفظ بلادنا من كل سوء وبلاد المسلمين وأن يحفظ علينا قادتنا وأن يجعل بلادنا أمنة مستقرة وبلاد المسلمين.
وقد أغلقت المنطقة المركزية أمام المركبات وتم تفريغها للمصلين الذين تجاوزت صفوفهم حدود الساحات والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام وامتلأت جميع الطرق والأنفاق القريبة من المسجد الحرام بالمصلين .
وقال العقيد عيد الحازمي قائد قوة الدفاع المدني بالحرم المكي الشريف أن قوة الدفاع المدني بالحرم استنفرت قواتها لتعامل مع كافة المخاطر المرتبطة بالزيادة المتوقعة في أعداد المصلين الذين يتواجدون بالمسجد الحرام وذلك من خلال60 مجموعة في الحرم المكي الشريف حيث انتشروا في صحن الطواف والمسعى وجميع مداخل الحرم والساحات المحيطة به.
وأوضح الوكيل المساعد للخدمات لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مشهور المنعمي انه تم القيام بجولة ميدانية تفقديه للمسجد الحرام شملت الأروقة والقبو وجميع أدوار وساحات المسجد الحرام والمشاريع الجاري تنفيذها حاليا مثل مشروع الملك عبد الله لتوسعة المسجد الحرام ومشروع خادم الحرمين لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف وذلك عقب هطول الأمطار للاطمئنان على سلامة قاصدي الحرم الشريف من معتمرين وزائرين مؤكدا أنه لم يحدث ولله الحمد اية أضرار بشرية أو مادية، وأضاف أن للرئاسة خطة تطبقها في مثل هذه الحالات من أهم جوانبها فرش المشايات البلاستيكية المانعة للانزلاق على جميع المداخل المؤدية للمسجد الحرام وساحاته وزيادة استعداد فرق الصيانة والنظافة من خلال تكثيف الآليات والمعدات والعمالة اللازمة.
وشهدت مداخل مكة المكرمة الستة كثافة كبيرة في دخول المركبات منذ الساعات الأولى لهذا اليوم وخاصة مدخل مكة للقادمين من جدة الذي شهد دخول أكبر عدد من المعتمرين والمصلين وكان لحجز سيارات المعتمرين في مواقف منطقة الشميسي الأثر الكبير في تخفيف دخول السيارات إلى مكة.
وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف أكثر من ثمانية ألاف عامل وموظف من الرسميين والموسميين والعمالة المكلفة بالنظافة والسقيا والصيانة والتشغيل والمرشدات لتنفيذ أعمالها لخدمة مرتادي بيت الله الحرام، وكذلك وفرت أكثر من 10 آلاف عربة مجانية و 300 عربة كهربائية و500 عربة أجرة للعجزة وكبار السن وتوجيه وإرشاد المعتمرين والرد على أسئلتهم واستفساراتهم المتعلقة بأداء نسكهم وتوفير ماء زمزم من خلال توزيع آلاف المحافظات في داخل المسجد الحرام وساحاته وسطوحه وبدرومه إضافة إلى مجمعات ماء زمزم المنتشرة داخل المسجد الحرام وساحاته.
ووفرت إدارة النظافة والفرش بالمسجد الحرام أكثر من ( 30) ألف سجادة ، وأكثر من ( 2000 ) عامل وعاملة لنظافة المسجد الحرام وساحاته ، وتم وضع مايزيد عن ( 1500) حاوية للنفايات و(16) سيارة ضاغطة لنقل النفايات خارج الحرم وتم فتح أكثر من ( 4500 ) دورة مياه للرجال والنساء في ساحات الحرم المكي الشريف.
واستفاد ضيوف الرحمن هذا العام من توسعة الملك عبدالله والمتمثلة في الأدوار الأرضي والأول والأول ميزانين والثاني والثاني ميزانين من مبنى التوسعة والساحات الخارجية الشمالية والغربية والجنوبية والشرقية لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة بها التي تستوعب أكثر من 625.000 مصل إضافة إلى تأمين الخدمات الضرورية لتوفير الراحة للمصلين وتجهيز دورات المياه والمواضئ الجديدة ضمن مشروع التوسعة ليصل العدد الإجمالي لدورات المياه والمواضئ التي تخدم المسجد الحرام والساحات المحيطة به إلى 9.750 وحدة مع توفير مشارب مياه مبردة داخل مبنى التوسعة وفي الساحات الخارجية وتشغيل السلالم الكهربائية لخدمة الحركة الرأسية ما بين أدوار مبنى التوسعة بعدد يصل إلى 177 سلما كهربائيا و22 مصعداً وكذلك السلالم الكهربائية التي تخدم دورات المياه بدور القبو أسفل الساحات وتشغيل نظام التكييف والإنارة ونظام الصوت والمراقبة التلفزيونية وأنظمة مكافحة الحريق .
وكان دعاء ختم القران في المسجد الحرام قد استمر قرابة الـ30 دقيقة، فيما كانت الدراجات النارية وسيلة النقل الأكثر طلبا والأغلى حيث تفاوتت أسعار الراكب الواحد بين 50–200 ريالا و ذلك بحسب البعد عن المسجد الحرام.