جسد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعوده الانتخابية حيث أطلق مشروعاً ضخماً لتنمية قناة السويس يتضمن شق قناة جديدة موازية. بما يساهم في تحويل المنطقة إلى مركز صناعي عالمي للإمداد يوفر مليون فرصة عمل، وقال إن المشروع سيتم تحت إشراف القوات المسلحة، وأن تمويله سيكون من قبل المصريين فقط، خصوصا ما يتعلق بالبنية التحتية مؤكداً أنه تمت مراعاة الأمن القومي في المشروع الذي طالب بتنفيذه في عام واحد بدلا من الفترة المقترحة بثلاث سنوات. واستغل السيسي الفرصة لتوجيه رسائل سياسية، إذ أقسم على العمل على إخراج بلاده من دائرة العوز والفقر، فيما لمح إلى قبوله بوجود «الإخوان» شريطة التزامهم بعدم الإضرار بالبلاد.
وفي كلمة له بهذه المناسبة التي تتزامن مع الذكرى 58 لتأميم قناة السويس، فاجأ الرئيس المصري الجميع عند إعلانه بدء مشروع تطوير محور قناة السويس بالإعلان عن حفر قناة جديدة موازية لقناة السويس بطول 72 كيلومتراً وبتأكيده على أن تمويل المشروع سيكون من قبل المصريين فقط، خصوصا ما يتعلق بالبنية التحتية، وهو عكس ما كان يتوقعه الجميع من أن التمويل سيكون إما بقروض من البنوك أو معونات خارجية عربية أو أجنبية.
ووضع الإطار العام لتمويل هذه المشروعات عن طريق الاكتتاب العام للشعب المصري بكل فئاته، سواء المؤسسات المالية أو البنوك أو الأفراد، بل إنه أعلن عزمه طرح أسهم بفئة 10 جنيهات لطلبة المدارس والجامعات لمنحهم الفرصة للمشاركة في مشروعاتهم القومية. وأكد على أن المشروع بالكامل سيكون تحت إشراف الجيش لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي، وستعمل فيه 17 شركة وطنية.
وقال الرئيس المصري إن بلاده ستطرح أسهما لتمويل مشروع إنشاء قناة السويس الجديدة (قناة موازية للمجرى الملاحي الحالي للقناة) وانشاء ستة انفاق لسيناء على البنوك المصرية، والمصريين. وتصل تكلفة المشروع، وفق ما ذكره رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، إلى 8.2 مليارات دولار، منها أربعة مليارات دولار تكلفة القناة الجديدة.
وأضاف السيسي في كلمته في مؤتمر تدشين محور قناة السويس، أنّ «المصريين لديهم حساسية تجاه مشاركة الأجانب في مشروعات قناة السويس أو تطويرها، مشيرا إلى أن قناة السويس ومشروعاتها منذ العام 1956 هي ملك مصر فقط». وأمر اثناء كلمته رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي بعدم مغادرة منطقة القناة حتي يجري تنفيذ المشروع خلال عام بدلا من ثلاث سنوات، مشدداً أن الشعب المصري يلزمه بتنفيذ ذلك.
وأوقف الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقال له: إن «المصريين مالهومش دعوة الحفر يخلص في سنة، زودوا الشركات وما تروحوش من هنا قبل ما تيجي السنة الجايه عشان نفتتحوا».
وقال إن المشروع بالكامل سيكون تحت إشراف الجيش لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي، وستعمل فيه 17 شركة وطنية. وقال إن الجيش «لا يمكن أن يقف أمام المصلحة الوطنية لمصر، وأنه لا يمكن أن يغير موقفه وفقا لتغيير من هم في السلطة». وتابع: «نعمل على الخروج من دائرة الفقر بالعمل والمثابرة والجهد والكفاح لتحقيق ما نريده لبلادنا».
من أجل مصر
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: «والله العظيم احنا مستعدين نبيع نفسنا علشان خاطر مصر»، ووجه الرئيس حديثه لرجال الأعمال والقادرين قائلاً: «هتدفع يعني هتدفع.. هاخد حقي تمام وزيادة حبة.. وهندفع المبالغ دي إن شاء الله.. وأنا بشهد المصريين على بعض.. مصر محتاجة وأولى بيها أهلها وأولى بيها القادرين».
ودعا السيسي المصريين إلى أن يكونوا على قلب رجل واحد، وقال إنه يحترم كل وجهات النظر المخالفة، ويجب أن نكون منتبهين جداً لكل ما يحدث حولنا، مشيرا إلى أن «الأحداث التي تقع في ليبيا تلزمنا أن نكون على قدر من الحذر وحماية أمننا القومي».
قبول مشروط
ولمح الرئيس المصري إلى قبوله بوجود «الإخوان» شريطة التزامهم بعدم الإضرار بالبلاد، وقال في كلمته إنه يقبل بوجود مجموعة ليست متوافقة مع التيار الغالب في البلاد، شريطة التزامها بعدم إيذاء البلد، في إشارة ضمنية إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقال: «أقبل وجود مجموعة لا تكون على توافق معنا، وتعيش وسطنا، لكن بشرط ألا تؤذينا أو تؤذي بلادنا، والله والله والله لن نسمح لأحد أن يهد (يهدم) هذه البلد، وأقول مجدداً والله لن نسمح لأحد أن يهدم مصر».
مطاران و3 موانئ
إلى ذلك، قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش إن مشروعات التنمية الرئيسية بالمحور هي تنفيذ مطارين دوليين في شرق بورسعيد والعين السخنة، وثلاثة موانئ بحرية في شرق بورسعيد والسويس والعين السخنة، ومركز تنمية إقليمية في شرق بورسعيد، ومنفذين خارجيين في شرق بورسعيد والسويس، ومركز بنية متطورة في وادي التكنولوجيا، وأربعة مراكز سياحية في غرب بورسعيد والإسماعيلية والسويس والعين السخنة، ومركزي تنمية ريفية في الصالحية، وثلاث مناطق لوجستية في وادي التكنولوجيا والسويس وعلى محوري القاهرة - العين السخنة، والقاهرة - السويس، بجانب ستة محاور للتنمية تمر بالإقليم.