أجمع خبراء ومحلّلون سياسيون على أنّ «تيّارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين تواجه إقصاءً وعزلاً من الشعب ومن السلطة الشرعية المنتخبة، ستظهر ثماره في نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مؤكّدين أنّ «المصريين تحمّلوا حكم هذه التيّارات لمدة عام، كادت البلاد خلاله أن تدخل نفقاً مظلماً وتخطو في طريق مجهول لولا «ثورة 30 يونيو» التي أعادت للدولة المصرية هيبتها وأطاحت بالتيّارات الإسلامية المتشدّدة من حكم البلاد».
فرص منعدمة
واعتبر الخبراء في تصريحات لـ «البيان»، أنّ «فرص الإسلاميين في البرلمان المقبل تكاد تكون شبه منعدمة»، لاسيّما في ظل إدراك السلطة الشرعية المنتخبة لمخاطر عودتهم للمشهد السياسي مجددًا»، مشيرين إلى أنّ «هذه السلطة المنتخبة ستحاول إقصاءهم بكل قوة حفاظًا على وحدة الوطن وسلامته».
تجارة دين
ومع نفس الرأي اتفق مؤسّس حركة «تمرّد» الجماعة الإسلامية وليد البرش، الذي أبان أنّ «الإسلاميين مسؤولون بشكل كامل عن إقصائهم من المشهد السياسي لمتاجرتهم بالدين»، لاسيّما الجماعة الإسلامية وكل من على شاكلتها من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من تيّارات الإسلام السياسي المتشدّد.
وأضاف البرش في تصريحات لـ «البيان»، أنّ «تيّارات الإسلام السياسي أظهرت نفسها على أنها طلاب دنيا وتجار دين، لذلك أقصت نفسها من الشارع قبل أن يعزلها الشعب بنفسه»، لافتًا إلى أنّ «أحد أخطاء الإسلاميين أنهم بادروا إلى تحويل الخلاف السياسي إلى خلاف ديني».
وأشار البرش إلى أنّ «هذا الإقصاء سيتضح عندما يقول الشعب المصري كلمته في الانتخابات البرلمانية المُقبلة، حيث سيرفضهم كنواب عنه تحت قبة البرلمان»، لافتًا إلى أنّ «هذه التيارات أصبحت كيانات وهمية وبالتالي نسب فوزهم ستكون ضعيفة للغاية».
غضب شعبي
بدوره، قال القيادي الإخواني المنشق إسلام الكتاتني، إنّ «الإسلاميين يواجهون غضبًا شعبيًا إثر تجربتهم المريرة في حكم البلاد وما تبعها من تورّطهم في جرائم عنف وقتل بعد «ثورة 30 يونيو»، لافتًا إلى أنّ «هناك إقصاءً وعزلاً شعبيًا للإخوان بصفة خاصة، والإسلاميين بصفة عامة، وسيظهر ثماره في نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة».
وأضاف الكتاتني في تصريحات لـ«البيان»، أنّ «فرص نجاح الإسلاميين في البرلمان المقبل ونسب وجودهم ستكون قليلة لا تكاد تصل 10 في المئة»، لافتًا إلى أنّ «الأحزاب السياسية المدنية هي الأخرى أقصت الإسلاميين من دخول أي تحالفات انتخابية حتى لا تتأثّر شعبية هذه الأحزاب بهم لسمعتهم السيئة في الشارع»، محذّراً من أنّ «هناك بعض الأحزاب السياسية ستضم على قوائمها أعضاء من التيّارات الإسلامية وخاصة الإخوان لارتباطهم بمصالح شخصية ومكاسب مستقبلية»، موضحًا أنّ «وجوه الإسلاميين ستختلف وأسماؤهم ستكون غير معروفة لدى الأجهزة الأمنية بانضمامهم لتيّارات الإسلام السياسي».
ولفت إلى أنّ «السلطة الحالية أعلنت رفضها للتيّارات الإسلامية المتشدّدة وخاصة الإخوان، وتحاول إقصاءها وإبعادها حفاظًا على الأمن القومي المصري وبناء على رغبة الشارع، ما سيجعل وجودهم في المشهد السياسي المقبل غير مؤثّر.