بينما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ثلاثة كويتيين بعد اتهامهم بتمويل الإرهاب ونقل أموال من الكويت إلى جماعات متشددة في العراق وسوريا («داعش» و«النصرة»)، كثفت الأجهزة الأمنية من رصد تحركات بعض الجماعات والأفراد التي تدعم التوجهات الإرهابية والمتطرفة التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وكشفت مصادر أمنية لـ«البيان» ان وزارة الداخلية بكافة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية ترصد منذ فترة طويلة التحركات المشبوهة والتشكيلات التي يسعى إلى تكوينها بعض الأشخاص عبر الغطاء الديني والتبرعات الخيرية، لافتة إلى ان هناك عدداً كبيراً من المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وكذلك «جبهة النصرة»، مضيفاً أن «البعض أبدى استعداده للانضمام إلى صفوف المقاتلين أو المساهمة في الدعم المادي».

وأوضحت المصادر أن «غالبية الذين تم رصدهم وتعقبهم يتشكلون في تنظيمات «عنقودية» كي يصعب إلقاء القبض عليهم في حال افتضاح أمر مجموعة معينة»، مشيرة إلى أن «هذه المجاميع متفرقة وبعضهم لديه اتصال مباشر مع التنظيمات الإرهابية في العراق سوريا ولبنان وأفغانستان، وقالت: ان المراقبة الأمنية كشفت عن شخصيات دينية معروفة تؤيد تلك التوجهات المتطرفة».

وأكدت المصادر ان «هناك تعاونا أمنيا خليجيا مدعوما من القيادات العليا في بلدان المنظومة الخليجية لمحاصرة تلك النشاطات التي تسعى إلى تقويض النظام والاستقرار في الإقليم، مشيرة إلى ان هناك تبادل معلومات أمنية دقيقة عن هؤلاء المشبوهين بين الأجهزة الخليجية، بهدف إحالتهم إلى الجهات المختصة».

واتهمت وزارة الخزانة الاميركية الأسبوع الماضي ثلاثة كويتيين هم شافي سلطان العجمي وحجاج فهد العجمي وعبدالرحمن خلف العنزي بتمويل الإرهاب وجمع الأموال وتسليمها إلى «داعش» و«جبهة النصرة» بالإضافة إلى تهريب مقاتلين وتسهيل انضمامهم إلى المتشددين المسلحين في سوريا والعراق ولبنان وأفغانستان.

وفي أول تعليق كويتي على إدراج واشنطن للمواطنين الثلاثة على قائمة تمويل الإرهاب، أكد السفير الكويتي لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخ سالم الصباح على التزام الكويت بمكافحة ظاهرة الإرهاب وتمويله واتخاذ الحكومة خطوات مهمة وجادة في ذلك.

وأضاف سالم الصباح ان الكويت أقرت قانون مكافحة الإرهاب وتمويله وأنشأت الآليات التنفيذية لتفعيل هذا القانون، مشددا على الحكومة الكويتية مستمرة في التعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، وقال: انه اطلع على فحوى الإعلان الأميركي وسيتابع تفاصيله ودواعيه وخلفياته مع الخارجية الأميركية.

على المستوى النيابي، أشاد النائب سعدون حماد بجهود وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح في تعاملها مع جمعيات النفع العام بمسطرة واحدة دون تفرقة، وقال: انه لوحظ في الفترة الأخيرة انتشار ظاهرة تحول بعض جمعيات النفع العام إلى أحزاب تمارس نشاطا غير المرخص لها، حيث إن بعض الجمعيات خرجت عن النهج المرسوم لها، وتحولت من الدور الذي تم إنشاؤها من أجله إلى تجمعات سياسية تهدف إلى تحقيق مصالح معينة وتكسبات سياسية وشخصية دون النظر الى الهدف الاساسي من إنشائها".

وطالب حماد بوقف ترخيص أي جمعية من جمعيات النفع العام تخرج عن دورها وأهدافها وما هو مرخص لها، وتطبيق القانون بكل حزم مع أي جمعية مخالفة تحاول المساس بكيان الدولة أو العبث بأمنها واستقرارها.

يشار إلى ان الولايات المتحدة سبق وأن وجّهت تهما بدعم الإرهاب لأشخاص وهيئات كويتية كان آخرها اتهام وزير العدل والأوقاف نايف العجمي، بتمويل مجموعة متطرفة مسلحة وهي التهمة التي نفتها الكويت، وقدّم الوزير بعدها الاستقالة من الحكومة.

تويتر

ما ان أعلن عن أسماء الشخصيات الكويتية الثلاثة شافي سلطان العجمي وحجاج فهد العجمي وعبدالرحمن خلف العنزي المتهمة بدعم الإرهاب، حتى أوقف موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الحسابات العائدة لهؤلاء الأشخاص. البيان