شددت السعودية، أمس، أن إسرائيل يجب أن تتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين لتضمن بقاءها كدولة، وانتقدت انقسام المسلمين وفشلهم في منع إسرائيل من مهاجمة جيرانها العرب، وأعلنت عن مساعدات طبية بقيمة 300 مليون ريال سعودي (80 مليون دولار) لغزة، ودعا إلى دعم الجهود المصرية لوقف القتال. إضافة إلى مبلغ 500 مليون دولار لإعادة الإعمار.

وقال الأمير سعود الفيصل في كلمة افتتح بها الاجتماع الطارئ الموسع الثاني الذي عقدته اللجنة التنفيذية في منظمة التعاون الإسلامي أمس، على مستوى وزراء الخارجية حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،: «لقد تابع العالم أجمع بشاعة ووحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو يستخدم أعتى أنواع السلاح لقتل الأبرياء المدنيين داخل بيوتهم وهدم الأسقف على رؤوسهم، حيث رأى العالم أطفالاً ورضعاً يقتلون وهم في أحضان أمهاتهم، ورأى أمهات يقتلن وفي أحشائهن أجنة أحياء، إن ما شاهده العالم في الحرب على غزة من صور مأساوية ووقائع غير مسبوقة من الوحشية والدمار الشامل تتجاوز كل الحدود الإنسانية».

وتابع الأمير سعود الفيصل «هل بات قدر أهلنا في غـزة مواجهة ما بين عام وآخر جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يلاحقهم بالقتل حيثما يكونون حتى ولو لجأوا فراراً من الموت إلى المدارس التابعة للأمم المتحـدة (الأنروا) أو إلى دور العبادة أو المستشفيات».

ضعف الأمة

وتساءل «هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد؟ ألم يغر إسرائيل على ارتكاب جرائمها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين ما تراه من ضعف في الأمة بسبب تفككها وانقساماتها وانتشار الفتن فيها، حيث بات المسلم يستبيح دم وعرض أخيه المسلم باسم الدين.. ألم يشجع انقسام الأمة إلى شيع وطوائف القوى الخارجية للتدخل في شؤونها وتتلاعب بأقدارها وأمنها». واعتبر أن «ما يحيط بفلسطين من موج متلاطم من الصراع والاقتتال والخلافات ويمتد ليصل لمناطق إسلامية على امتداد العالم هو واحد من مصادر تراجعنا، فطريقنا يبدأ بخطوة أولى لمواجهة هذه الأزمات من داخل مجموعته نبحث عن مقاربات جديدة تجمع ولا تفرق تتأسس على الاحترام المتبادل والحفاظ على حقوق الجميع ومصلحتهم وتكف عن محاولة النيل من بعضنا البعض أو التوسع على حساب بعضنا البعض».

أهداف إسرائيل

وقال الفيصل: «على إسرائيل أن تدرك أن السلام هو الخيار الأوحد لبقائها». وأضاف «إسرائيل كما نرى لم تتورع ولن تتورع عن الذهاب إلى أي مدى ودون حساب لنظام أو قانون أو شرعية أو إنسانية لتحقيق أغراضها وأهدافها». وتابع «وليس لها من هدف سوى استئصال الوجود الفلسطيني من حيث هو».

وقال إن انقسام المسلمين سمح لإسرائيل بمهاجمة المسلمين مرة تلو الأخرى. وأضاف «هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد؟». وأضاف «ألم يغر إسرائيل على ارتكاب جرائمها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين ما تراه من ضعف في الأمة بسبب تفككها وانقساماتها وانتشار الفتن فيها؟».

مساعدة سعودية

وأعلن الفيصل عن مساعدات طبية بقيمة 300 مليون ريال سعودي (80 مليون دولار) لغزة، ودعا إلى دعم الجهود المصرية لوقف القتال. وشدد على أن «السعودية لم تدخر جهدا في دعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، وهي مواقف ثابتة ومعروفة للجميع وليس المقام هنا لاستعراضها».

وحول برنامج إعادة الإعمار في غزة قال الفيصل إن الصندوق السعودي للتنمية مستمر في تخصيص التزام المملكة في هذا الإطار، وسيتم العمل بالتنسيق مع المانحين الآخرين لتمويل إعادة إعمار المنشآت والمساكن المتضررة من جراء العدوان الغاشم بمبلغ 500 مليون دولار.

دعم كويتي ثابت

جدّد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، التأكيد على مواقف بلاده المبدئية والثابتة في مساندة ودعم الجهود الدولية الرامية إلى حمل إسرائيل على الوقف الفوري وغير المشروط لعدوانها العسكري على الأراضي الفلسطينية المحتلة مع ضمان عدم تكراره.

 وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الشيخ صباح الخالد شدد خلال ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في الاجتماع على ضرورة إلزام إسرائيل بتحمل المسؤولية القانونية عن كل الخسائر والأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالشعب الفلسطيني الأعزل جراء عدوانها الغاشم.

تحرك عاجل

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله إلى التحرك العاجل والفاعل لوقف جميع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب وإرهاب الدولة وإرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً بوضع حد لسياسة العقاب الجماعي. وحث الدول الأعضاء على استقبال الجرحى الفلسطينيين. من جانبه قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، إن العدوان الإسرائيلي ما زال يستبيح كل المحرمات والقيم والقوانين والأعراف الدولية بارتكاب جرائم حرب، ولم يتورع عن تدمير المساجد.