وقّع الفرقاء في اليمن اتفاقاً يقضي بتفويض رئيس الوزراء خالد بحّاح تشكيل «حكومة كفاءات» بالتشاور مع الرئيس هادي، بالتزامن مع تحذير أطلقته الدول الراعية لاتفاق التسوية من مخاطر جر البلاد إلى صراع كبير مع تنظيم «القاعدة»..
وفيما أسفر هجوم وراءه «القاعدة» عن مقتل 11 شخصاً بينهم ثمانية جنود، تظاهر مئات اليمنيين احتجاجاً على سيطرة الحوثيين على صنعاء ومدن أخرى، مطالبين هادي تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى التحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.
ووقّعت الأحزاب اليمنية مساء أمس اتفاقاً يمنح رئيس الوزراء المكلّف خالد بحّاح تشكيل حكومة كفاءات بالتشاور مع الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال أحد المشاركين في اجتماع الأحزاب مع جمال بنعمر المبعوث الدولي لـ «البيان»، إنّه «تمّ تعديل صيغة الاتفاق بحيث منحت الصلاحية الأكبر لاختيار الوزراء لرئيس الحكومة في حين أنّها كانت للرئيس هادي»..
مضيفاً أنّه قد أدخل بندٌ جديد على الاتفاق ينص على حق الأحزاب التي ليس لها ممثلون في الهيئة الاستشارية للرئيس حضور جلسات إقرار التشكيلة الحكومية قبل إعلانها وإبداء الملاحظات عليها.
قتلى مواجهات
قال سكان ومسؤولون محليون إنّ «11 على الأقل قتلوا مساء أمس بينهم ثمانية جنود في هجوم نفّذه مسلّحون يعتقد أنّهم من تنظيم القاعدة على بلدة جبل رأس الواقعة بمحافظة الحديدة».
وأفاد المسؤولون لـ «البيان»، أنّ «ثمانية جنود على الأقل قتلوا عندما هاجم مسلّحون يعتقد أنّهم من «القاعدة» مبنى إدارة المديرية الواقعة على الحدود مع محافظة اب في حين قتل ثلاثة من المسلّحين». ووفق المسؤولين فإنّ الاشتباكات استمرت عدة ساعات بين الجانبين، وسط أنباء عن تمكّن المسلّحين من السيطرة على مقر إدارة المديرية.
تحذير رعاة
من جهتها، حذّرت الدول العشر الراعية لاتفاق التسوية في اليمن أمس، من مخاطر جر الحوثيين البلاد إلى صراع كبير مع تنظيم القاعدة. وذكر بيان صدر عن سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق التسوية في اليمن، أنّ السفراء «مستمرون في إدانة الأنشطة الإرهابية للقاعدة، كما عبروا عن القلق من أن يؤدي القتال بين الحوثيين وتنظيم القاعدة إلى مخاطر جر اليمن إلى صراع أكبر».
وجدد السفراء نداءهم السابق الداعي إلى «التنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقّع في 21 سبتمبر الماضي في أسرع وقت ممكن، وبأعلى قدر من الحكمة». ورحبت المجموعة بتعيين خالد بحاح رئيساً للوزراء، وقدموا دعمهم الكامل للرئيس هادي ورئيس الوزراء «وجميع العاملين على مبادرة مجلس التعاون الخليجي..
ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية». ودعا البيان «جميع الأطراف إلى العمل معاً بروح من استشعار الأهمية والالتزام من أجل تنفيذ التزاماتها في اتفاق السلم والشراكة». وأكد «أهمية وجود حكومة تتحلى بأعضاء مؤهلين وقادرين على إظهار النزاهة والكفاءة والحيادية والالتزام بتعزيز حقوق الإنسان وسلطة القانون»..
مشيراً إلى أن الدول العشر «تولي أهمية كبيرة لدور حكومة اليمن، باعتبارها الجهة الوحيدة من الدولة، والتي تتحمل مسؤولية الأمن الوطني». كما دعا الحوثيين ضمن هذا السياق إلى أن «يوقفوا استحواذهم المستمر على الأنشطة العسكرية وأنشطة الدولة».
تظاهرة ومجلس
وبالتوازي، تظاهر المئات من الناشطين في صنعاء احتجاجاً على سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة ومختلف المدن، وطالبوا هادي بتشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
وأفاد بيان صدر عن المتظاهرين، أن «مصلحة اليمن تقتضي إنهاء الحرب بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي، كون استمرارها يدفع البلاد إلى وحل الحرب المذهبية»، لكنه طالب في ذات الوقت قوات الجيش والأمن بـ «تحمل مسؤولياتها في مواجهة عناصر القاعدة».
ورداً على مساعي الحوثيين تشكيل مجلس انتقالي، أكد المتظاهرون أنه «ومنعاً لأي انقلابات على شرعية الدولة بذريعة تعذر تشكيل الحكومة، يجب على الرئيس الانتقالي إعلان مجلس عسكري لحماية البلاد، وتحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، ليختار اليمنيون حاكمهم وحكومتهم، بدلاً من ترك مصير اليمن لجماعات العنف والإرهاب».
وضع إب
أمنياً، ذكرت مصادر أمنية، أن ستة قتلوا في مواجهات جرت بين الحوثيين وحراس أحد مقار حزب الإصلاح في إب.
وقال مصدر أمني إن «ثلاثة من المتمردين واثنين من حراس مكتب الإصلاح قتلوا وجرح آخرون في هجوم بالرشاشات وقذائف مضادة للدروع أطلقها الحوثيون». وأوضح مصدر أمني آخر، أن مدنياً قتل في مواجهات تلت الهجوم، موضحاً أن المهاجمين استولوا بعد ذلك على مقر حزب الإصلاح الذي قاموا بنهبه قبل تفجيره.