في اليوم نفسه

الأخوان «الحارثي».. أحدهما يستشهد والآخر يموت انتحاريا في «داعش»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

حياة أمضيا سنيناً منها سوياً تشاركا فيها في اللعب والمأكل والمشرب وإن جمعهما رباط الأسرة الواحد في الماضي، فقد فرقهما الطريق الذي اختاراه للحياة. الأخوان ناصر وزاهر الحارثي لم يتوقعا بأن منيتهما ستكون في اليوم نفسه وإن اختلفت الأسباب. فبينما اختار النقيب طيار ناصر الحارثي الدفاع عن الوطن ليستشهد بعد سقوط مروحية أباتشي في قطاع جازان الخميس الماضي كما أعلنت قيادة التحالف العربي، سلك شقيقه زاهر الحارثي المكنى بـ«أبي بكر الجزراوي» طريق الجهاد مع داعش ليتم الإعلان عن مقتله في اليوم نفسه بتفجير انتحاري نفذه بسيارة مفخخة استهدفت معملاً للمتفجرات بمدينة سامراء (شمال بغداد).

وفي سياق ذي صلة، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة أمس بحبس زعيم «كتائب عبدالله بن عزام» التابعة لتنظيم «القاعدة» بعدما دانته بارتكاب جرائم إرهابية
وبحسب ما جاء في صحيفة الحياة السعودية، فإن زاهر الحارثي كان يعمل فنياً في أحد القطاعات التابعة لوزارة الصحة، وليس طبيباً إذ تناقلت وسائل الإعلام أمس نبأ مقتل طبيب سعودي في صفوف «داعش» في العراق. وكما يسمى في تنظيم داعش، فإن «أبي بكر الجزراوي» هو شقيق الطيار السعودي الشهيد ناصر الحارثي الذي استشهد الخميس الماضي برفقة زميلة الرائد علي القرني، في حادثة سقوط مروحية تابعة للقوات البرية الملكية السعودية في قطاع جازان.

وأثار خبر استشهاد النقيب ناصر، ومقتل شقيقه زاهر في اليوم نفسه دهشة واستغراب الشارع السعودي والعربي وحملت دوافع كل منهما مفارقة مؤلمة فأحدهما استشهد دفاعاً عن الوطن، بينما أصبح الآخر دمية بيد تنظيم «داعش» مرتكباً جرائم وحشية هددت استقرار وأمن الوطن وحياة المدنيين.
وبين المكتب الإعلامي لما يسمى «ولاية صلاح الدين» التابع لتنظيم «داعش» (الخميس) أن السعودي زاهر الحارثي، انطلق بسيارة مفخخة مستهدفاً تجمعاً للجيش العراقي في شارع وطبان، قرب سامراء وفجر نفسه داخلها وبحسب أنصار التنظيم، فإن الحارثي الذي التحق بتنظيم «داعش» فضل تسجيل اسمه في قوائم الانتحاريين على إدارة أحد المشافي التابعة للتنظيم بالكامل. وقال أنصار التنظيم إن زوجة الحارثي التي على عصمته في العراق حبلى في شهرها التاسع، وأنه رفض تأخير دوره في تنفيذ العملية الانتحارية إلى حين وضعها. وقال أخوه دخيل لـ«الحياة» إن أخاه الشهيد ناصر هو الآخر ترك بنتاً وحيدة، وزوجة حاملاً في شهرها الأخير.

وبدأ الانتحاري زاهر حياته برفقة إخوته الـ11 في محافظة بيشة (جنوب السعودية) وحصل على شهادة دبلوم تمريض، وعمل سكرتيراً طبياً في مستشفى «الوجه» العام في منطقة تبوك (شمال السعودية).
وأوضح دخيل الحارثي (شقيق ناصر وزاهر) لـ«الحياة» أمس أن شقيقه زاهر حصل على دبلوم في التمريض، وتم تعيينه في محافظة الوجه في منطقة تبوك (شمال المملكة) وتزوج ابنة عمه، وانقطع عنهم مدة عام، قبل أن يطلقها، ويختفي من السعودية مدة عامين كاملين بعد ذلك.

إلى ذلك، قضت المحكمة الجزائية المتخصصة بمقرها الصيفي في محافظة جدة أمس بالسجن ٢٠ عاماً غيابياً على سعودي تولى زعامة كتائب عبدالله عزام المرتبطة بتنظيم «القاعدة». إضافة إلى تغريمه 3000 آلاف ريال، ومنعه من السفر مدة مماثلة لسجنه. وجاء حكم المحكمة الجزائية بعد ثبوت تورط زعيم «كتائب عبدالله عزام» السابق والمصاب بعاهة مستديمة، بالانضمام إلى تنظيم «القاعدة»، ومشاركته في تشكيل وتزعّم «كتائب عبدالله عزام» وتواصله مع التنظيمات الإرهابية في اليمن ولبنان، وتصنيعه المتفجرات، والتحريض على عدد من الأعمال الإرهابية داخل المملكة والخليج، إضافة إلى قيامه بتزوير أوراق رسمية والحصول على جواز سفر مزور بغير اسمه الحقيقي.

وكان المحكوم تعرض لعاهة مستديمة جراء انفجار قنبلة تسببت في فقدانه عينه ويده اليمنى وقدميه إبان تزعمه لكتائب عبدالله عزام في أفغانستان، وتخلت «كتائب عبدالله عزام» التي كان يتزعمها عن مساعدته وعلاجه بسبب شدة الإصابة التي تعرض لها، قبل أن تستعيده السعودية بطائرة إخلاء طبي بعد طلبٍ من ذويه.


 

Email