وسط خلافات مريرة بين دول الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين. وصلت دفعة جديدة من اللاجئين تقدر بعشرة آلاف إلى النمسا أمس، بعد عبورهم من كرواتيا والمجر وسلوفينيا التي نظمت عملية نقلهم بعد فشلها في احتوائهم وهو ما جعل فيينا تتهم جيرانها بالتقاعس، في وقت تم إحراق مركز إيواء المهاجرين في ألمانيا، ما أدى بالأخيرة إلى إلغاء قرار استقبال 500 مهاجر، فيما أعلنت كندا نيتها استقبال 10 آلاف لاجئ.
وكان اللاجئون قد وصلوا إلى المجر من كرواتيا التي قالت إنها لا تستطيع التعامل مع 20 ألف لاجئ تدفقوا إلى أراضيها منذ الأربعاء. وقامت المجر بتوجيه اللاجئين إلى النمسا، متهمة كرواتيا بخرق القواعد المرعية بعدم تسجيلها اللاجئين، وقالت الشرطة النمساوية إن 10 آلاف لاجئ قطعوا حدودها، واشتكى نائب قائد الشرطة في مقاطعة برغنلاند النمساوية من أن المجر لم تحذر النمسا مسبقاً بوصول هذا العدد.
واتهمت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكيل ليتنر الدول المجاورة بخرق قوانين الاتحاد الأوروبي، وعبرت عن قلقها من أن اللاجئين يصلون أيضاً من كرواتيا عبر سلوفينيا.
وفي مدينة نيكلسدورف النمساوية الواقعة على الحدود مع المجر، أحصت الشرطة الإقليمية وصول 10000 وافد جديد وصلوا خلال الليل، والذين سيتم نقلهم إلى مراكز إيواء، بعد 11 ألف شخص وصلوا أول من أمس.
ورغم إعلان المجر عن اتخاذ تدابير لمنع تدفق المهاجرين، إلا أن السياج الشائك الممتد على حدودها لم يكتمل بعد، وظل تدفق المهاجرين الساعين للدخول إلى كرواتيا عبر صربيا قائماً. وسجلت زغرب 21 ألف عملية دخول منذ بدء وصول أول الوافدين يوم الأربعاء، بحسب وزارة الداخلية التي تتوقع استمرار هذا الوضع. وغالبية هؤلاء قطعوا معبر توفارنيك الحدودي، حيث تم نقلهم بالقطارات والحافلات إلى بيريمند وليتينيي على الحدود المجرية.
اجتماع
ويلتقي وزراء خارجية مجموعة فيسغراد التي تضم بولندا وجمهورية تشيكيا وسلوفاكيا والمجر نظيرهم في لوكسمبورغ اليوم الاثنين في براغ لمناقشة أزمة المهاجرين، وفق ما أعلن وزير الخارجية البولندي غريغور سكيتينا.
وصرح الوزير للصحافيين«سنعقد صباح اليوم الاثنين في براغ اجتماعاً لوزراء خارجية مجموعة فيسغراد مع وزير لوكسمبورغ. والثلاثاء، سيلتقي وزراء الداخلية. انها اجتماعات مهمة وأيام مصيرية للمعالجة الفورية لقضايا مهمة وخصوصاً من أجل مستقبل أوروبا»، ولا تزال دول مجموعة فيسغراد ترفض نظام الحصص لتقاسم المهاجرين الذي اقترحته بروكسل.
ويلتقي وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي مجدداً غداً الثلاثاء قبيل قمة طارئة الأربعاء. ودعا القادة الأوروبيون أيضاً إلى القيام بالمزيد من الجهد لحل الأزمة داخل تركيا والشرق الأوسط.
وقال المفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هاهن، إن الاتحاد يخصص مساعدة قيمتها ما يصل إلى مليار يورو (1,13 مليار دولار) لتشجيع اللاجئين السوريين في تركيا على البقاء هناك، فيما وجهت النمسا وألمانيا دعوة مشتركة لدول الأمم المتحدة للإسهام بمبلغ إضافي قيمته 5 مليارات يورو لمساعدة اللاجئين المقيمين في مخيمات في لبنان والأردن.
عمل تخريبي
وفي ألمانيا، قالت الشرطة إن هجوماً تخريبياً وقع في مركز مجهز لاستضافة مهاجرين في ولاية بادن-فورتمبيرغ جنوب غربي ألمانيا، غير أن الشرطة أكدت أن المركز كان خالياً، وأنها لم تتمكن من دخوله بسبب الأضرار الناجمة عن حريق أُضرم فيه، مشيرة إلى أنه تم إلغاء قرار استقبال 500 لاجئ في هذا المخيم.
إلى ذلك، تعهدت الحكومة الكندية في حال بقيت بالسلطة بعد الانتخابات التي ستجرى في أكتوبر، استقبال 10 آلاف لاجئ سوري خلال عام وعلى أن تعمل على تعديل الإجراءات الإدارية، حسب ما أعلن وزير الهجرة كريس الكسندر.
وقال إن هؤلاء اللاجئين العشرة آلاف وهم من ضمن حصة حددتها الأمم المتحدة، سوف يدخلون إلى كندا قبل سبتمبر 2016 أي قبل 15 شهراً ما كان مقرراً، وأضاف خلال لقاء مع الصحافيين على هامش الحملة للانتخابات التشريعية التي ستجرى في 19 أكتوبر، سوف نقوم بتخفيف الإجراءات وفي إطار تأمين أمن الكنديين.
اصطدام
قتل 13 مهاجراً، بينهم أربعة أطفال، قبالة السواحل التركية أمس، بعد اصطدام عبارة بمركب كان يقلهم إلى اليونان.
وقالت وكالة أنباء دوغان التركية إن المركب الذي كان يحمل 46 مهاجراً اصطدم بعبارة قبالة شاطئ كاناكالي في شمال غربي تركيا، وأضافت أنه تم إنقاذ 20 شخصاً، فيما لا يزال 13 آخرون في عداد المفقودين، ولم تتوافر معلومات حول جنسيات المهاجرين.
وهذه الحادثة هي الثانية في يوم واحد في بحر ايجه، حيث أفاد خفر السواحل اليونانيون في وقت سابق بأن البحث جار عن 26 مهاجراً مفقوداً بعد غرق مركب للمهاجرين قبالة سواحل جزيرة ليسبوس.
إستعداد
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد محادثات أجراها مع نظيره الألماني، أمس، إن الولايات المتحدة ستستقبل 15 ألف لاجئ إضافي من أنحاء العالم العام المقبل، ما يزيد العدد الحالي إلى 85 ألفاً، وسوف يصل العدد عام 2017 إلى مئة ألف لاجئ. وتعكس تصريحات كيري استعداداً متزايداً من جانب واشنطن للمساعدة على التعامل مع موجة ضخمة من المهاجرين السوريين، رغم أن هذا العرض يعتبر ضعيفاً مقارنة بمئات الآلاف الذين يتدفقون على أوروبا .