أمطار مصر تحمل شتاءً ساخناً لحكومة إسماعيل

«الإسكندرية تغرق.. المنصورة تغرق.. البحيرة تغرق.. مصر تغرق»، هاشتاغات تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية بمصر، عقب موجة السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت البلاد وأدت إلى كوارث إنسانية، لاسيما في محافظة الإسكندرية. وهي الأزمة التي رفعت لأجلها الحكومة حالة التأهب القصوى وسط إجراءات عِدة لمواجهة أثر السيول في المحافظات، لكن دون جدوى حقيقية.

الغضب يتفاقم بالشارع المصري جراء تلك المشاهد المأساوية التي تعاني منها العديد من المحافظات، لاسيما الإسكندرية والبحيرة والمنصورة، بينما تقف الحكومة شبه عاجزة أمام هول المشكلة التي أغرقت شوارع تلك المحافظات وحولتها لما يشبه البِرك الكبيرة والممتدة، في مشهدٍ يدل على انهيار البنية التحتية الرئيسية للدولة، الناتج عن تفشي الفساد في كثير من مؤسساتها وخاصة المحليات.

السيول كشفت هشاشة الحكومة وأجهزتها التنفيذية في مواجهة الأزمات، كما كشفت سيل الفساد الذي شهدته العقود الماضية، والذي أفضى إلى ذلك المشهد غير الحضاري والذي لم تتعرض له البلد بهذه الصورة المفجعة من قبل، الأمر الذي دفع القوات المسلحة للتدخل في كثير من المناطق لإنقاذها عبر رفع مياه الأمطار التي تودي بحياة الكثيرين وتتسبب في كوارث عدة، وسط صيحات الاستغاثة.

شتاء ساخن

ووفق محللين، فإن شتاء حكومة المهندس شريف إسماعيل سوف يكون بالنسبة لها أكثر سخونة وحرارة من الصيف، وسط تلك الملفات المعقدة التي حملتها التغيرات المناخية بمصر، بما يعصف بثقة المصريين بالحكومة رغم جهودها ومحاولاتها مقاومة تلك الأزمات.

بينما يلتمس الكثيرون العذر للحكومة والمسؤولين الحاليين، لاسيما أن تلك الأزمة هي نتاج فساد عقود مضت خدعت خلالها الدولة المواطنين بتنمية وتطوير البنية التحتية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، بينما الحقيقة مغايرة لما ترسمه تلك المياه التي تغرق شوارع البلد وتغرق الحكومة الحالية ولربما الحكومات القادمة أيضًا في سيل من التحديات.

الأكثر مشاركة