فاجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم، أمس، بالإعلان عن بدء سحب الجزء الرئيس من القوة الروسية في سوريا، قائلاً إن التدخل العسكري الروسي حقق أهدافه إلى حد كبير.

وأعلن الكرملين أن القرار جاء عقب لقاء ثلاثي جمع بوتين مع وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف، أمس، وأنه تم بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد.

واعتبر بوتين أن «المهمات التي كلّفت بها القوات الروسية في سوريا تم إنجازها»، منوهاً بأن «الجانب الروسي سيحافظ من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية»، وأن «القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق». وقال مسؤولون أميركيون إنهم لم يتلقوا أي إشعار مسبق بالإعلان الروسي المفاجئ. وأضافوا أن الولايات المتحدة لا ترى مؤشرات حتى الآن إلى استعدادات للقوات الروسية للانسحاب من سوريا.

واعتبر مراقبون أن القرار الروسي يستهدف إرسال إشارة إيجابية للمفاوضات والغرب، وكبح تشدد النظام السوري في مفاوضات جنيف 3 التي انطلقت أمس.

واعتبر وفد المعارضة الإعلان الروسي إيجابياً، وإذا تأكد فإنه سيعطي دفعة للمفاوضات. واعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن الانسحاب سيساعد على تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

واعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي التقى وفدي النظام والمعارضة، أن الانتقال السياسي هو «أساس كل القضايا» التي ستتم مناقشتها خلال المفاوضات، مشيراً إلى أنه إذا لم يلمس رغبة في التفاوض سيحيل المسألة السورية إلى مجلس الأمن، وحذر من أن ذلك يعني العودة إلى الحرب.

وأوضح بقوله: «نهدف إلى عقد ثلاث جولات من المحادثات، ونأمل حينها بالتوصل إلى خريطة طريق واضحة، إن لم يكن اتفاقاً»، لافتاً إلى أن المفاوضات ستشمل كل الأطراف، ويجب منح كل السوريين فرصة لسماع أصواتهم. وكشف رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري أن الحكومة قدمت وثيقة بعنوان «العناصر الأساسية لحل سياسي» إلى المبعوث الدولي من دون أن يكشف مضمونها.