قضية ديما الواوي، أصغر أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حظيت باهتمام جماهيري ورسمي واسع، وكذا الأمر حين أطلقت سلطات الاحتلال سراحها وشاهد العالم على شاشات التلفاز طفلة مصدومة مرتبكة.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلتها بعدما اتهمتها زوراً بمحاولة تنفيذ عملية طعن خلال وجودها على أرض عائلتها قرب مستوطنة إسرائيلية في منطقة الخليل. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور اعتقالها بطريقة عنيفة.
قضت ديما (12 عاماً) أكثر من شهرين ونصف الشهر في سجون الاحتلال في ظروف اعتقال قاسية ولم تشفع لها طفولتها.
بداية «الرحلة»
تقول ديما لـ«البيان» إنها كانت في أرض عائلتها قرب مستوطنة في منطقة الخليل، قبل أن يقبض عليها حارس المستوطنة تحت تهديد السلاح، ويلقي بها على الأرض، ويدوس على ظهرها، ويربط يديها بالبلاستيك، ويضع عصبة على عينيها، ثم يسلّمها لشرطة الاحتلال التي أخذتها للتحقيق.
وتنفي ديما ادعاءات الاحتلال بأنها كانت تحمل سكيناً، وتقول: «ما كان معي اشي، كلو كذب وتزوير». وتشرح ظروف تحقيق يخيّل للسامع أنها تجري مع رجل بالغ يقاتل في الأدغال. تقول: «دخل علي في الغرفة سبع أشخاص كبار وصاروا يحققوا معي ويسألوا ويصرخوا ويشتموني، وانا خايفة وأقولهم معملتش اشي»، وتضيف أنهم استمروا في التحقيق المرعب معها من الصباح حتى ساعات المساء، حيث تركوها «مشبوحة» على كرسي حتى منتصف الليل.
وبرغم إنكار ديما للتهم، قدّمتها سلطات الاحتلال للمحكمة، وحكمتا عليها بالسجن أربعة شهور، وتم نقلها إلى سجن «هشارون» الذي يحتوي مسجونات جنائيات، لكن ديما عزلت مع طفلة أسيرة أخرى هي ملك سلمان، ثم تم نقلهما إلى غرفة لمعتقلات أمنياً.
ظروف اعتقال
تتحدّث ديما عن ظروف اعتقال قاسية، وبرغم أن هذا معروف عن سجون الاحتلال، فإن الأمر حين يتعلق بطفلة، فإنه يثير مشاعر مختلفة. تقول: «الأكل كان كثير سيئ، واحنا كنا معتمدين على أكل الكنتين (صندوق مشتريات) اللي بنشتريه، وكانوا يشتمونا وما يعاملونا منيح، وكان في حديد في كل مكان على الشبابيك والأبواب وين ما كان السجن كلو حديد وبارد كثير، والفرشة كثير واطية ما عرفت انام عليها، والمخدة كثير عالية ومش مريحة، وكانوا عند العدد لازم نقوم نوقف وإذا ما وقفت بوخدونا على غرفة العزل الانفرادي».
عن شعورها بعد الحرية تقول ببراءة طفلة: «كثير مبسوطة وفرحانة بأهلي وبالناس واني رح ارجع على بيتي ومدرستي وصاحباتي، بس كنت مصدومة وحزينة لاني تركت اخواتي المسجونات، وحزينة لأن في أطفال غيري ضلّوا بالسجن وما طلعوا».
تخويف
لماذا لفّق الاحتلال تهمة الطعن ضدها؟ يقول والد الطفلة إسماعيل الواوي إن للعائلة أرضاً خلف الجدار سرق جزءاً منها لمصلحة المستوطنة، وبقي جزء خارج الجدار. ويضيف أن إسرائيل تحاول بث الرعب في العائلة كي تمنعها من دخول أرضها وزراعتها تمهيداً للاستيلاء عليها، ولجأ جيش الاحتلال لمسرحية الطعن لتحقيق هذا الهدف.