على بعد 40 كيلومتراً جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، تقع بلدة قصرة التي يقطنها حوالي ستة آلاف فلسطيني، وتبلغ مساحتها العمرانية تسعة آلاف دونم، بينما تبلغ مساحة أراضيها الزراعية 27 ألف دونم. الطريق المؤدية للبلدة هي ذاتها المؤدية إلى مستوطنة مجدوليم المقامة منذ عام 1980. قصرة تحاصرها أربع مستوطنات وهي مجدوليم، ايش كوديش، أحيا، وكيدا.

يقول رئيس بلدية قصرة عبد العظيم الوادي لـ«البيان»: إنه في العام 1980 تمت مصادرة 2900 دونم لصالح مستوطنة مجدوليم المقامة على أراضي القرية من جهة الشمال الشرقي، وفي العام 2016 تمت مصادرة 500 دونم لصالح نفس المستوطنة، والعمل جار الآن لبناء 22 وحدة استيطانية جديدة. وفي عام 2015 تمت مصادرة 600 دونم لصالح مستوطنة كوديش التي تعتبر الأكثر تطرفاً بين مستوطنات الضفة، وأيضاً جار العمل فيها لبناء 15 وحدة جديدة.

اعتداءات متكررة

أراضي قصرة تعتبر حسب تصنيف اتفاق أوسلو مناطق «بي» التي تخضع لسيطرة خدماتية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، و«سي» التي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال، الأمر الذي زاد معاناة سكانها في الوصول إلى أراضيهم لاستصلاحها وزراعتها وقطف الثمار.

سكان البلدة لا يزالون يدفعون يومياً ثمناً باهظاً بسبب الاعتداءات المتكررة للمستوطنين على بلدتهم، فخلال السنوات الأربع الأخيرة تم توثيق 87 اعتداء على البلدة، وبين أنه تم تسليم السكان خلال السنوات الأربع الأخيرة 182 إخطاراً بهدم منازلهم ومنشآتهم الزراعية، وتم تنفيذ قرار الهدم بحق سبعة منها، كما أن أشجار الزيتون لم تسلم من اعتداءات الإسرائيليين وعنجهيتهم حيث قطع الاحتلال 2728 شجرة.

ويقول المزارع عبد المجيد حسن أبو ناصر(65 عاماً) إنه اعتاد الذهاب برفقة زوجته وأبنائه إلى أرضه الواقعة في محيط مستوطنة ايش كوديش، لزراعتها، رغم تهديدات قطعان المستوطنين له، فهو يواجه خطر الاستيلاء عليها بمعوله. ويستذكر أبو ناصر تفاصيل يوم وصفه بالمأساوي، ذلك أنه حين توجه قبل أربع سنوات إلى أرضه صباحاً، وجد المستوطنين وقد ارتكبوا مجزرة بحق أرضه بعد أن قطعوا 87 شجرة زيتون من أرضه واجتثوها عن بكرة أبيها، ولم يقف بهم الأمر إلى هذا الحد، كما يقول أبو ناصر، فقد هاجموا منزله وعاثوا فيه دماراً، واعتدوا على أهل بيته وقاموا بتكسير جراره الزراعي واعتقلوا ابنه.

هدم شبكة الكهرباء

حتى شبكة الكهرباء في البلدة لم تسلم من بطش الاحتلال وفي فبراير 2015 تسلمت بلدية قصرة إخطاراً بهدم الشبكة المغذية للمنطقة الجنوبية من البلدة، ويقول الوادي: تم تنفيذ القرار وقاموا بهدم شبكة الكهرباء بحجة وقوعها في مناطق «سي»، لكن الهدف هو دفع أصحاب الأرض بعيداً عن أرضهم لبسط الاحتلال سيطرته الكاملة عليها. ويضيف: نحن في البلدية سنعمل جاهدين على تعزيز صمود أهالينا في مواقعهم وتثبيتهم في أراضيهم فهم يقلعون ونحن نزرع ويهدمون ونحن نبني، فالعمل جار على إعادة تأهيل شبكة الكهرباء على نفقة البلدية الخاصة.