أثارت التعديلات التي تنوي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) إدخالها على المناهج الدراسية الفلسطينية، موجة سخط عام في الأوساط الشعبية والرسمية، والتي ترى أن الوكالة تتجاوز في التدخلات بالمناهج حدود الصلاحيات المنوطة بها، بذريعة «الحيادية»، ضمن مخطط لتغييب خريطة فلسطين التاريخية وطمس مفاهيم الصراع مع الاحتلال.

وتستهدف التغييرات التي كشفت عنها إحدى النشرات التي سربت لوسائل الإعلام، المرحلة الأساسية من الصف الأول حتى الصف الرابع. وشملت المواضيع: التربية الإسلامية والرياضيات والتنشئة الوطنية واللغة العربية، من خلال إجراء 58 تعديلاً عليها.

ونشرت وثائق تبين عدداً من التعديلات منها أن تستبدل كلمة فلسطين بكلمة يقطين مثلاً مع حذف الخريطة، وفي مثال آخر استبدال الجملة التي تقول «القدس عاصمة الدولة الفلسطينية» بعبارة «القدس هي مدينة مقدسة لكل الديانات الإبراهيمية»، مع حذف أي إشارة للاحتلال وممارساته القمعية بحق الشعب الفلسطيني.

وبعد الضجة التي أثيرت عبر وسائل الإعلام عن خطوات الاونروا، أكدت الوكالة أنها لا تنوي بالمطلق القيام بأي تعديلات على المنهاج، وأنها ستستمر في تسلم الكتب المدرسية من وزارة التربية والتعليم بعد طباعتها.وكانت الاونروا عقدت سلسلة دورات استهدفت الإدارات المدرسية وحملت عنوان «الحيادية»، ووزعت فيها نشرة التعديلات، وطالبت فيها المتدربين بالالتزام بحذافيرها أثناء الشروحات الفصلية للدروس، الأمر الذي رفضه المتدربون وقاطعوا على إثرها الدورات، منددين بهذه التعديلات وخطورة أهدافها.

وقال عضو اتحاد معلمي الاونروا محمد شويدح إن معلمي الاتحاد علقوا المشاركة في الدورات التدريبية، وقرروا المضي في اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الواقع الذي يراد فرضه على المدارس التابعة للوكالة.

بدوره، قال أمين سر اتحاد الموظفين في الاونروا يوسف حمدونة، إن وكالة الغوث تحاول يائسة تغيير المناهج الفلسطينية لطمس الهوية والانتماء والتاريخ الفلسطيني، واصفاً إدارة الاونروا بالخطيرة.وقال حمدونة «نرفض في اتحاد الموظفين في الاونروا محاولات الوكالة التي من واجبها أن تلتزم بمنهاج الدولة المضيفة لها، وسنتخذ خطوات من شأنها وقف الوكالة عن التعدي على الهوية الوطنية الفلسطينية».

ودعا المجلس المركزي لأولياء الأمور في الوكالة، وزارة التربية والتعليم لاتخاذ موقف حازم وجاد، متهماً كل من شارك وخطط ويعمل على تنفيذ هذه المحاولات بالإنسان المشبوه والخارج عن الصف الوطني. هذا وقالت نائب رئيس اتحاد الموظفين العاملين في الاونروا د أمال البطش، إن إدارة الاونروا لم ترد حتى اللحظة بشأن الاعتراضات على تغيير المناهج، لا بالسلب ولا بالإيجاب.

رفض

وصف مدير عام مخيمات قطاع غزة بدائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية د. مازن أبو زيد، مخطط الأونروا بالأمر الخطير لأن فيه مساساً بالهوية والتاريخ للفلسطينيين. وعبر أبو زيد عن رفض دائرته واللجان الشعبية لذلك المخطط، وأضاف «سنعمل على وقفه بالطرق المتاحة من اجل ثني الاونروا عن هذا العبث». ورأى في الخطوة مسايرة للاحتلال الذي يحاول «أسرلة» المناهج الفلسطينية وفيه خدمة مجانية له.