أكدت نشرة «أخبار الساعة» أنه إذا لم تغيّر الدوحة من نهجها وتتوقف عن سياسات الإنكار والمراوغة وتستجيب لصوت العقل والحكمة، فإن خسارتها ستتضاعف يوماً بعد الآخر، وستتفاقم عزلتها، وحينها لا تلوم أحداً إلا نفسها، لأنها أضاعت العديد من الفرص التي كانت تتيح لها العودة إلى الصواب والانخراط مجدداً مع الجهود، التي تبذل لمواجهة التطرف والإرهاب.

وتحت عنوان «خسارة قطر تتضاعف»، قالت النشرة إن كل يوم يمر دون أن يستجيب نظام الحكم في قطر لقائمة مطالب الدول المقاطعة فإنه يخسر الكثير، ليس فقط أمام شعبه، الذي ينتظر منه أن يكون على قدر المسؤولية، وينصاع لصوت العقل والحكمة كي يجنب بلاده تداعيات كارثية، وإنما أيضاً في العالم أجمع.

حيث باتت صورة الدوحة ملاصقة لدعم التطرف والإرهاب مع توالي اكتشاف خبايا الدور التآمري المشبوه، الذي لعبته في زعزعة أسس الأمن والاستقرار في العديد من الدول العربية، فضلاً عن دعمها بالمال والسلاح للعديد من التنظيمات المتطرفة والميليشيات الخارجة على الشرعية في دول الأزمات والصراعات.

وأضافت النشرة الصادرة عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية» أن أحدث مؤشرات هذه الخسارة تلك القافلة التي ينظمها اتحاد أئمة مسلمي فرنسا، والتي انطلقت مؤخراً من العاصمة الفرنسية باريس للتنديد بالإرهاب والدور القطري المشبوه في تمويله، نحو مدن وعواصم أوروبية عدة، بمشاركة نحو 160 من أهم أئمة مساجد فرنسا وكتابها وشخصيات كبيرة.

وأشارت إلى أن هذه القافلة تبعث برسالة مهمة، وهي أن ثمة إدراكاً ًمتزايداً على المستوى الشعبي العالمي، بخطورة الدور القطري الممول للتطرف والإرهاب، ليس فقط لأن هذا الدور يقدم صورة مشوهة عن تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى التسامح والوسطية والاعتدال، باعتبارها منظومة القيم الإيجابية التي تعزز التعايش بين الديانات والثقافات والحضارات الإنسانية المختلفة، وإنما أيضاً لأن هذه القافلة تأتي ضمن حراك إقليمي ودولي يندد بالمواقف والسياسات القطرية بوجه عام، لما تنطوي عليه من تهديد واضح لأمن واستقرار العديد من دول المنطقة والعالم.

تحدٍ واهم

وذكرت النشرة أن قطر حصلت على فرصتها كاملة، وكان بإمكانها أن تتجاوب مع مخاوف وقلق دول المقاطعة ودول المنطقة والعالم بوجه عام، إلا أنها فضلت المضي قدماً في طريق التحدي متوهمة أنها تستطيع فرض منطقها المغلوط على الجميع، في وقت بدت فيه الحقيقة مكشوفة للجميع، وهي أنه لا مكان للدول التي تقف عقبة أمام الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة التطرف والإرهاب، فإما أن تكون شريكاً فاعلاً ضمن هذه الجهود، وإما أن تتحمل تبعات ذلك من عزلة ونبذ من المجتمع الدولي.

وقالت، إنه لهذا ستخسر قطر إن استمرت في تحدي إرادة دول المنطقة والعالم الرامية إلى القضاء على التطرف والإرهاب، في وقت تأتي فيه الحرب على الإرهاب في مقدمة أولويات الجميع، وتخسر قطر إن تصورت أن بمقدورها الالتفاف على مطالب دول المقاطعة، التي تحظى بدعم وتأييد عربي وإسلامي ودولي متزايد، لأنها مطالب شرعية تأتي ضمن إجراءات هذه الدول للحفاظ على أمنها واستقرارها.

مراوغة

وتابعت «أخبار الساعة» أن قطر تخسر إن راهنت على أن بمقدورها الاستمرار في سياسة المراوغة والمناورة، في وقت تأكد فيه الجميع أنها دولة غير مسؤولة سواء في عدم التزامها بمبادئ الأمن الجماعي الخليجي والعربي، أو في عدم إيمانها بالمصير الواحد والتحدي المشترك.

وتخسر قطر إن استمرت في مساعيها الرامية إلى تدويل أزمتها وتصوير أنها تتعرض لحصار من دول المقاطعة، في وقت يقر فيه القانون الدولي العام لدولة ما أو مجموعة من الدول اتخاذ الإجراءات والخطوات المختلفة التي تضمن أمنها واستقرارها.

وأكدت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي أن قطر تخسر إن استمرت في تبني خطاب المظلومية ومحاولة استجداء تعاطف الشعوب العربية والإسلامية في وقت عانت- ولا تزال تعاني فيه- العديد من هذه الشعوب جراء التدخلات القطرية فيها ودعمها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والميليشيات المسلحة، التي استحلت دماء آلاف الأبرياء فيها، وحرضت على الكراهية والعنف وزرع بذور الفتنة فيها.

وتخسر قطر إن راهنت على الوساطات التي تقوم بها أطراف عدة لحل الأزمة إن لم تغير سلوكها، وتعالج المخاوف المتعلقة بمواقفها وسياساتها، وتتوقف عن المغالاة في استخدام مفردات السيادة والاستقلالية في وقت تتجاوز فيه هي سيادة العديد من دول المنطقة، من خلال دعمها لتنظيمات التطرف والإرهاب فيها.