بدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، جولة خليجية، تستغرق أربعة أيام، يزور خلالها الكويت والسعودية وقطر، لإجراء محادثات مع قيادات خليجية، بهدف تحقيق انفراجة لحل الأزمة، في وقت أكدت المملكة العربية السعودية أن الإجراءات المتخذة بحق قطر، تأتي لتصحيح مسارها الساعي لتفتيت التعاون الخليجي، وهي ليست موجهة ضد الشعب القطري.
وأكد مجلس الوزراء السعودي، أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها، مشدداً على أن «الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية».
وتطرق مجلس الوزراء في الجلسة التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى البيان المشترك الذي أصدرته الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بعد استلام الرد القطري من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وجدد المجلس، الشكر والتقدير لـ «سمو أمير الكويت الشقيقة، على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع الحكومة القطرية، في إطار حرص سموه على وحدة الصف الخليجي والعربي». وشدد على ما اشتمل عليه بيان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «من مضامين»، مؤكداً أن «الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية».
وذكر أن «الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، موجهة للحكومة القطرية، لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي، وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها».
وقال وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وزير الثقافة والإعلام السعودي بالنيابة، عصام بن سعد بن سعيد، في بيان «إن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي، وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها».
من ناحية أخرى، قال بن سعيد إن المجلس «أعرب عن شكره لما أبداه المشاركون في قمة العشرين من تقدير لجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب... حيث إن الإرهاب لا دين له، وهو جريمة تستهدف العالم أجمع، ولا تفرق بين الأديان والأعراق».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزير تيلرسون بدأ من الكويت أمس، جولة خليجية تستغرق أربعة أيام، يزور خلالها الكويت والسعودية وقطر، لإجراء محادثات مع قيادات خليجية، وتهدف رحلة تيلرسون إلى تحقيق انفراجة لحل الأزمة.
وبالتزامن مع وصول تيلرسون، وصل إلى الكويت أمس، مستشار الأمن القومي البريطاني، مارك سيدويل، الذي اجتمع مع تيلرسون، بحضور وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي وزير الإعلام بالوكالة، الشيخ محمد العبد الله، وذلك ضمن الجهود المبذولة لحل الأزمة الخليجية. وسافر تيلرسون إلى الخليج، قادماً من إسطنبول التي حضر فيها مؤتمراً دولياً.
وقال آر.سي. هاموند، وهو مستشار كبير لتيلرسون، إن الوزير سيستعرض سبل كسر جمود الموقف، بعد رفض قطر 13 مطلباً، وضعتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، كشروط لوقف مقاطعة قطر.
وأضاف «زيارة السعودية وقطر تتعلق بفن الممكن»، قائلاً إن المطالب الـ 13 «انتهت... لا تستحق العودة إليها بشكل مجمل. هناك أمور يمكن أن تنجح من بينها». وتابع «نريد تقدماً بشأن تمويل الإرهاب.
يعتقد الرئيس (دونالد ترامب) بشدة، أنك إذا قطعت التمويل، فإنك تنهي قدرة الإرهاب على ترسيخ أقدامه في مناطق جديدة». وشدد هاموند على أنه «كلما طال أمد هذا الصراع، تزيد الفرصة المتاحة لإيران. هدفنا هو أمن الولايات المتحدة وأمن حلفائنا».
وتخشى واشنطن أن الأزمة قد تؤثر في تعاونها في المجال العسكري وفي مجال مكافحة الإرهاب، وتزيد من النفوذ الإقليمي لإيران، التي تدعم قطر عن طريق السماح لها باستخدام طرق جوية وبحرية عبر أراضيها.
وألقى رفض الدوحة لمطالب دول الخليج بالكف عن دعم الإرهاب، بظلاله على قمة مجموعة العشرين، التي عقدت في هامبورغ يومي الجمعة والسبت الماضيين. والتقى تيلرسون نظيره السعودي عادل الجبير على هامش القمة، وبحث معه تطورات أزمة قطر.
وصرح وزير الخارجية الأميركي بقوله: «نحن ندعم وساطة الكويت، ونسعى للعمل معاً بالتركيز على محاربة تمويل الإرهاب». وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن تشعر بقلق متزايد من احتدام الخلاف واستمراره لفترة طويلة.