اشتعلت كل المدن الفلسطينية أمس ضد الخطوة الأميركية التي تعطي ضوءاً أخضر جديداً لحكومة الاحتلال التي يرأسها بنيامين نتانياهو للاستمرار في مسلسل تهويد القدس وطمس معالمها العربية، حيث خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات احتجاجية في باحات الأقصى ومناطق مختلفة بالضفة المحتلة وغزة أسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني وإصابة أكثر من 400 فلسطيني خلال مواجهات مع قوات الاحتلال.وتزامنت هذه الاحتجاجات العارمة مع الذكرى 30 على اندلاع «انتفاضة الحجارة».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشاب محمود المصري 30 عاماً برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة خلال المظاهرات العارمة رفضاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل واعتزامه نقل السفارة الأميركية إليها.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي إن نحو 200 إصابة تعاملت معها الطواقم الطبية موضحة أن جميع الإصابات بالرصاص الحي.وأشارت وزارة الصحة إلى أن جروح المصابين تنوعت بين إصابات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وأخرى بقنابل الغاز المسيل للدموع.
إصابات
وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال دفعت بالمئات من عناصرها إلى مدينة القدس وباشرت ملاحقة الفلسطينيين عقب صلاة الجمعة وتفريقهم بالقوة حيث اعتدت على العديد منهم. كما أفادت مصادر الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس بأنها تعاملت مع عشرات الحالات المصابة بالاختناق خلال المواجهات في منطقة الجبل في قرية قصرة جنوب شرق نابلس فيما قمعت قوات الاحتلال في بيت لحم تظاهرة ومواجهات تجددت ظهر أمس قرب قبة راحيل بالمدينة. ونشرت سلطات الاحتلال المئات من قواتها وعناصر شرطتها في أنحاء مدينة القدس المحتلة وخاصة في البلدة القديمة ومحيطها وفي مختلف أنحاء الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة.
واندلعت المواجهات في مدن رام الله و الخليل ونابلس وبيت لحم واريحا في الضفة الغربية المحتلة بعد صلاة الجمعة، وفي البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
وفي البلدة القديمة في القدس، تجمع نحو 200 متظاهر وقامت الشرطة الإسرائيلية بركلهم وضربهم بالهراوات. وتم نشر مئات العناصر من قوات الشرطة بالقرب من البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة حيث يقع المسجد الأقصى. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية إن طواقمها تعاملت مع نحو 95 حالة إصابة بالاختناق والرصاص المطاطي في مختلف مناطق الضفة الغربية وشرق القدس فيما أصيب عدد كبير من الشبان الفلسطينيين، خلال محاولة قوات الاحتلال قمع تجمعات الفلسطينيين في «باب العامود»، وهو أحد أشهر أبواب القدس القديمة.
أما في غزة، شهدت مناطق متفرقة من أطراف شرق القطاع مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة خلف السياج العنصري الفاصل.
انتفاضة
على صعيد آخر، وبالتزامن مع «جمعة الغضب»، أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» أنه في الذكرى 30 لانتفاضة الحجارة فإن شعبنا يواصل السير على النهج ذاته، وهو متمسك بالثوابت الوطنية كافة.
وقالت الحركة في بيان إن ذكرى انتفاضة الحجارة (1987) تتزامن مع قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لأبناء شعبنا الفلسطيني، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال لـ 16 مقدسياً من أبناء الحركة في البلدة القديمة وواد الجوز والعيساوية والطور والصوانة.
وشددت على المضي قدما للدفاع عن الثوابت الوطنية والهدف المركزي المتمثل بإنهاء الاحتلال عن الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. ودعت الحركة إلى تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وإتمام المصالحة الوطنية بين شقي الوطن الفلسطيني، للتصدي للمحاولات الرامية للانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وأعادت «فتح» التأكيد على حق شعبنا في التعبير عن غضبه، ورفضه للقرار الأميركي الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، من خلال المسيرات السلمية وتعزيز المقاومة الشعبية غير المسلحة، مشددة على الحق الفلسطيني الطبيعي والديني، إضافة لحقه القانوني في مدينة القدس المحتلة وفقا لقرارات الأمم المتحدة.
اقتحامات
إلى ذلك،اقتحم مستوطنون ووزراء إسرائيليون أمس مغارة قصره جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وأغلقت قوات الاحتلال كل مداخل المنطقة الشرقية ونشرت عشرات الجنود تمهيداً لاقتحام المستوطنين.