شدّدت روسيا على أنّ المعركة ضد تنظيم داعش في سوريا قد انتهت، وأنّ مهمتها الآن تدمير جبهة النصرة، وفيما أعلن التحالف الدولي عن أنّه لم يبق من متطرّفي التنظيم في سوريا والعراق معاً سوى نحو ألف مقاتل، ذوّب اتفاق بين النظام وفصيل معارض جمود عمليات الإجلاء الطبي من الغوطة الشرقية المحاصرة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، أمس، إن الجزء الرئيسي من المعركة مع«داعش» في سوريا انتهى. وأضاف إنّ المهمة الرئيسية في سوريا الآن هي «تدمير جبهة النصرة».

على صعيد متصل، قال رئيس الأركان العامة الروسي، فاليري غيراسيموف، إن بلاده قضت على 60 ألف مسلح من داعش في سوريا منذ عام 2015، مشيراً إلى أن هدف روسيا لعام 2018 هو القضاء على جبهة فتح الشام «النصرة سابقاً».

وأضاف غيراسيموف في مقابلة مع صحيفة كومسومولسكايا برافدا نشرت أمس: حتى 30 سبتمبر 2015، كان هناك 59 ألفاً من داعش من جميع التشكيلات في سوريا، وفي غضون عامين تمكن التنظيم من تجنيد عشرة آلاف مسلح آخرين، مضيفاً: «لكن في غضون هذين العامين تم القضاء على نحو 60 ألفا منهم». واتهم غيراسيموف، الولايات المتحدة بتدريب مقاتلين سابقين لتنظيم داعش في سوريا، لمحاولة زعزعة استقرار البلاد.

ولفت إلى أنّ أقماراً صناعية روسية وطائرات بدون طيار روسية رصدت كتائب المتطرّفين في القاعدة الأميركية، مردفاً: «هم في واقع الأمر يتدربون هناك، يوجد أيضا عدد كبير من المتطرّفين ومقاتلي التنظيم السابقين في الشدادي».

إحصائيات

في الأثناء، كشف التحالف الدولي، أمس، عن أنّه لم يتبق في العراق وسوريا سوى أقل من ألف من مقاتلي تنظيم داعش، أي ثلث العدد التقديري لهم قبل ثلاثة أسابيع. وقال التحالف في بيان: «بسبب التزام التحالف والكفاءة التي أثبتها شركاؤنا في العراق وسوريا، قدر أن هناك ما يقل عن ألف إرهابي من تنظيم داعش في منطقة عملياتنا المشتركة تجري مطاردتهم في المناطق الصحراوية في شرق سوريا وغرب العراق»، موضحاً أنّ أغلب مقاتلي التنظيم إما سقطوا قتلى أو وقعوا في الأسر خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ولم يرد التحالف على سؤال عما إذا كان بعض المقاتلين تمكنوا من الهرب إلى دول أخرى، قائلاً إنه لن يخوض في تكهنات عامة، مشيراً إلى أنّ يعمل من أجل الحيلولة دون حدوث ذلك. وأضاف: «يمكننا إبلاغكم أننا نعمل مع شركائنا لقتل الإرهابيين الباقين من تنظيم داعش أو أسرهم وتدمير شبكتهم ومنع عودتهم للظهور، وكذلك لمنعهم من الهرب إلى الدول المجاورة».

مهلة

ميدانياً، قال مقاتلو معارضة إن قوات النظام وحلفاءه من الفصائل المدعومة من إيران، أمهلوا مسلحين محاصرين في منطقة استراتيجية عند التقاء الحدود بين إسرائيل ولبنان وسوريا 72 ساعة للاستسلام، وإلا ستلحق بهم هزيمة محقّقة. وقال مسؤول بالجيش السوري الحر: «أُعطيت لهم مهلة 72 ساعة للاستسلام، حيث يذهب المقاتلون إلى إدلب أو ضرورة التوصل إلى تسوية لمن يرغب في البقاء». وأكّد مسؤول آخر بالمعارضة طلب عدم نشر اسمه، أنّه تم إبلاغهم بأن يستسلموا وإلا فسيواجهون حلاً عسكرياً. بدوره، أفاد ناطق باسم مقاتلي المعارضة، أنّ هناك أيضا أكثر من ثمانية آلاف مدني محاصرين في الجيوب المتبقية وإن محنتهم تتفاقم.

اتفاق

إنسانياً، انكسر جمود دام شهوراً في عمليات الإجلاء الطبي من منطقة الغوطة الشرقية السورية المحاصرة، وذلك في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، إثر عقد اتفاق بين دمشق وفصيل معارض للسماح للهلال الأحمر بإجلاء عدد من الحالات الحرجة. وقالت الجمعية الطبية السورية الأميركية في بيان، إنه تم إجلاء أربعة مرضى من الغوطة الشرقية ونقلوا إلى مستشفيات في دمشق.

وفيما أكّدت جماعة جيش الإسلام المعارضة في الغوطة الشرقية، أنّها ستطلق سراح 29 محتجزاً، سيسمح النظام السوري في المقابل بإجلاء 29 من بين الحالات الأكثر حرجاً. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها قامت بتسهيل التوصل للاتفاق، الذي تحقق بعد شهرين من طلب الأمم المتحدة من القوات الحكومية السماح بالإجلاء العاجل لهذا العدد من الحالات الحرجة. وأضافت أنّ العملية لا تزال في مرحلة مبكرة للغاية.

وقال فرانشيسكو روكا رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تغريدة على «تويتر»: «سعداء بأن مفاوضاتنا حققت هذا الهدف المهم، هذه بادرة أمل لمستقبل سوريا». وتظهر صور أرفقت بالتغريدة قافلة من سيارات الإسعاف تستعد لنقل المصابين بحالات مرضية حرجة.