لعبت دولة الإمارات دوراً مهماً ومحورياً ضمن دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، وذلك من خلال مشاركتها الفعالة والإنجازات الكبيرة التي تحققت في مختلف المحافظات المحررة.

إذ لم يقتصر دورها على مشاركتها العسكرية الفعالة في تحرير المحافظات اليمنية، وتأمينها ومحاربة الإرهاب فيها بل كان لهذه القوات دور إنساني كبير منذُ اللحظات الأولى لانطلاق عاصفة الحزم، وهو ما ساهم في تخفيف معاناة أبناء اليمن.

دور الإمارات منذُ انطلاق عاصفة الحزم نهاية مارس 2015 اتخذ ثلاثة مسارات وبشكل متزامن، المسار الأول مسار عسكري، والمسار الثاني تطبيع الحياة وإغاثة أبناء المحافظات المحررة، والمسار الثالث تأمين المحافظات المحررة ومحاربة الإرهاب.

كما لعبت القوات المسلحة الإماراتية دوراً مهماً وبارزاً في عملية تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى مناطق الصراع، وكذلك إجلاء الآلاف من جرحى الحرب من مختلف المحافظات.

إنقاذ عدن

ساهمت القوات المسلحة الإماراتية في إنقاذ عدن عندما تعرضت لحصار وقصف ميليشيا الحوثي، حيث تمكنت القوات الإماراتية من توفير الحماية لسفينة «جبل علي» ونجحت في إيصالها إلى ميناء الزيت في البريقة على الرغم من قصف ميليشيا الحوثي. كانت هذه السفينة هي الأولى التي وصلت إلى عدن في شهر مايو 2015 وساهمت في تخفيف معاناة أبناء عدن.

وعقب التحرير تدفقت سفن وطائرات الإغاثة وتم توزيعها على مختلف المحافظات المحررة، ليساهم ذلك في تطبيع الحياة والتخفيف من معاناة المواطنين.

تأهيل مطار عدن الدولي

وفور تحرير عدن ساهمت القوات المسلحة الإماراتية، في إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي، وذلك بهدف استقبال النازحين الذين غادروا عدن عند اجتياح ميليشيا الحوثي لها، واستقبال طائرات الإغاثة التي تدفقت على عدن وقتها من مختلف دول التحالف العربي.

وخلال أيام فقط من تحرير العاصمة عدن، بات مطار عدن جاهزاً لاستقبال مئات النازحين العائدين من جيبوتي وبعض دول الجوار، كما استقبل مطار عدن الدولي عدداً من طائرات الإغاثة التي تحمل على متنها مئات الأطنان من الأدوية والمساعدات الإنسانية والقادمة من الإمارات والمملكة العربية السعودية.

كما ساهمت القوات المسلحة الإماراتية عقب الحرب في تنظيم عملية إجلاء الجرحى عبر مطار عدن الدولي، إذ كان جنود الإمارات البواسل هم من يقومون وبشكل مباشر بإجلاء الجرحى ونقلهم من صالات المغادرة إلى الطائرة وتوفير العناية الطبية لهم في صالة المطار.

وعلى الرغم من صعوبة الأوضاع الأمنية في عدن بعد تحريرها، إلا أن القوات الإماراتية، بذلت جهوداً كبيرة، للتخفيف من معاناة الجرحى، من خلال تسهيل إجراءات سفرهم عبر مطار عدن الدولي عقب تأهيلها.

حيث أكدت مصادر في مطار عدن قيام القوات الإماراتية بإجلاء أكثر من 1500 جريح عقب الحرب مباشرة عبر طيران اليمنية إلى مستشفيات دولة الإمارات والهند ومصر والسودان، وهو ما ساهم في تخفيف معاناة الجرحى وذويهم.

تأمين وصول المساعدات

ظلت مناطق الساحل الغربي تعاني من حصار الميليشيا الحوثية لأكثر من عامين، وعقب تحريرها من قبل قوات المقاومة وبدعم من التحالف العربي، ساهمت القوات الإماراتية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى أبناء هذه المناطق وتوزيعها على السكان المحتاجين.

كما أشرفت القوات المسلحة الإماراتية في تأمين وصول فرق الهلال الأحمر الإماراتي والمنظمات الأجنبية العاملة في اليمن، بهدف تلمس احتياجات المواطنين، والمساهمة في إعادة تأهيل القطاعات الخدمية.

وقال عثمان عامر صحفي من محافظة أبين لـ«البيان» إن القوات المسلحة الإماراتية كان لها دور كبير في محافظته ليس فقط بدعم تحريرها من ميليشيا الحوثي والجماعات الإرهابية، ولكن من خلال تأمين وصول المساعدات إلى مختلف مديريات المحافظة التي ظلت لسنوات تعاني من ظروف اقتصادية صعبة بسبب اجتياح ميليشيا الحوثي لها وتواجد الجماعات الإرهابية.

وأضاف أن دور القوات الإماراتية كان عامل استقرار ليس لأبين فقط بل لكل المحافظات المحررة، وهو ما سهل من وصول المساعدات الإنسانية، وعودة الأنشطة الاقتصادية إلى كافة المناطق لتعود الحياة إلى طبيعتها مجدداً.