مرة أخرى يظهر اسم قاسم سليماني على رأس صفقة مشبوهة في منطقة عاشت على وقع مؤامرات الإرهاب وعانت ويلاته طوال عقود.
والسبت كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن دفع قطر مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، لأجل الإفراج عن عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة اختطفوا في العراق 2015.
وتوضح المراسلات، أن صفقة تحرير الرهائن، كانت تقوم على دفع ملايين الدولارات نقدا للأشخاص والجماعات الذين لعبوا دور الوساطة لتحرير الرهائن، وهم أشخاص تدرجهم الولايات المتحدة منذ مدة طويلة على قوائم الإرهاب وبينهم سليماني نفسه الذي قبض من قطر 50 مليون دولار لإكمال الصفقة.
ولا يعد اسم سليماني غريبا عن مثل تلك الصفقات المرتبطة بجماعات إرهابية، وذلك بعدما ظل يعمل في الظل فترة كبيرة قبل أن يدخل اسمه وأفعاله دائرة الضوء رويدا رويدا خلال السنوات الأخيرة.
ويبرز تاريخ سليماني "العسكري" فيما تردد عن مواجهات خاضها في العراق، حيث اتهمته الولايات المتحدة في 2008 بتدريب الميليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق.
تحول سليماني بعد ذلك إلى رأس حربة إيران لمد نفوذها في المنطقة العربية تحت مسميات "تصدير الثورة".
وظهرت صورة الجنرال، خلال مواجهات قادها في سوريا، ضمن المعسكر الداعم للرئيس بشار الأسد بأمر من إيران، حين بدا النظام على وشك الانهيار، وذلك قبل تدخله في العراق وتوجيهه الميليشيات الإيرانية وحتى القيادات السياسية.
وقد أصبحت ميليشيات الحشد الشعبي التي يديرها سليماني في العراق رسميا جزءا من القوات المسلحة العراقية، فيما يكشف خطورة الدور الذي يقوم به الجنرال الإيراني في العراق.
وامتدت أصابع سليماني الذي تجاوز الستين من العمر إلى جبهات عدة، فيما نسبت إليه تصريحات تقطر تشددا، عن وجود ونفوذ إيران في دول عربية تشمل العراق وسوريا واليمن ولبنان، وتأكيده عن هيمنة نظام الملالي وتأثيره على دول عربية.
ولم تقتصر أدوار سليماني على الجبهات والمعارك، وإنما نسبت إليه مؤخرا أدوار تلقي الدور على مهام من نوع آخر، منها مثلا زيارته لإقليم كردستان العراق حيث التقى عددا من المسؤولين، وذلك قبل أيام من استفتاء انفصال الإقليم، وهي زيارة قيل أنها حملت تهديدا للمسؤولين الأكراد إذا تقدموا في مشروع الانفصال.
وقبل أشهر قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، مايك بومبيو (وزير الخارجية الحالي)، إنه بعث برسالة إلى الجنرال قاسم سليماني، تتضمن تحذيرا من أن الولايات المتحدة سوف تحمل طهران مسؤولية أي هجمات تقوم بها ضد المصالح الأميركية في العراق، وهو ما تهدد به الميليشيات التي يقودها سليماني مرارا.
تصريحات تكشف دور ونفوذ سليماني الذي سعت واشنطن للتواصل معه، رغم إدراجها له ولحرسه الثوري على قوائم الإرهاب، فيما لا تتوقف المحاولات المخططة لإسباغ صفات وأوصاف "أسطورية" على الرجل الذي يبدو مرشحا لأدوار أخرى، لن تغيب بالتأكيد عن دوائر ميليشيات الإرهاب، في المستقبل القريب.