تعتبر قطر الممول الرئيس للإرهاب في الصومال، وهو ما يفسره المراقبون بسعي نظام الدوحة منذ سنوات، إلى بث الفوضى في منطقة القرن الأفريقي، التي تعتبر فضاء حيوياً للأمن القومي العربي، وذلك بهدف السيطرة عليها لاحقاً، وتوظيفها لتنفيذ مخطط استراتيجي، يستهدف بالأساس المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

وتتحالف قطر في هذا السياق، مع النظامين التوسعيين في طهران وأنقرة، واللذين لا يخفيان أطماعهما في المنطقة، وخاصة في الجزيرة العربية والخليج، إضافة إلى تآمرهما الواضح ضد مصر، وقد حذرت دراسة بحثية حديثة، صادرة عن وحدة الدراسات السياسية في مركز سمت للدراسات بالمملكة العربية السعودية، من التحركات الإيرانية التركية للسيطرة على منطقة القرن الأفريقي، خاصة وقد أصبحت أفريقيا ساحة رئيسة للمنافسة الإقليمية بين القوى الإقليمية في المنطقة.

قطر ودعم الإرهاب

واستطاعت قطر أن تتغلغل في الصومال، من خلال دعمها للجماعات الإرهابية، وقد أكدت مصادر أمنية أميركية، أن عبد الرحمن النعيمي، أخطر رجل في قطر، وأكبر الممولين للجماعات الإرهابية في العالم، تربطه علاقة وثيقة بزعيم حركة الشباب الصومالية، حسن عويس، مشيرة إلى أن النعيمي حوّل نحو 250 ألف دولار عام 2012، إلى قياديين بالحركة، مصنفين في قوائم الإرهاب الدولية.

ويشير مراقبون إلى أن هذا المبلغ ليس إلا قطرة من بحر التمويلات الصادرة، عما تسمى بالجمعيات الخيرية والإنسانية، والمتبرعين القطريين، إلى جانب الدعم المباشر من الديوان الأميري، الذي يصل إلى الجماعات الإرهابية عن طريق وسطاء تم اختيارهم بدقة، من بينهم المصنف في القائمة العربية للإرهاب، محمد سعيد، الرجل الثاني في حركة الشباب الصومالية، والمقيم بالدوحة، وفهد ياسين حاج طاهر مراسل قناة «الجزيرة» سابقاً، الذي تحول إلى نقطة تواصل بين الاستخبارات القطرية والإرهابيين. وقال عمار السجاد رئيس لجنة إسناد الحوار الوطني في السودان، والمتخصص في دراسة الوضع الصومالي، إن قطر تدعم حركة الشباب الصومالية الإرهابية، وتؤوي عدداً من منسوبي الحركة منذ تأسيسها.

وأضاف في تصريحات صحافية سابقة، أنه لا مجال لإنكار دعم قطر لتلك الحركة الإرهابية، واصفاً حركة «الشباب» الصومالية، بأنها داعشية وقاعدية مئة في المئة. وأكد السياسي السوداني، أن قطر قدمت دعماً عينياً لكل الحركات الصومالية التي كانت تحت مسمى «الاتحاد الإسلامي للمقاومة»، التي خرجت من رحم حركة الشباب الإرهابية، مشيراً إلى أن حركة الشباب بعد انشقاقها من الاتحاد الإسلامي، عقب الهزيمة من الجارة إثيوبيا، عمدت إلى استقطاب عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة، لتنفيذ عمليات إرهابية في البلاد، الأمر الذي عجّل بإدراج غالبية منسوبيها في قوائم إرهاب أميركية وأممية.

صفقات اليورانيوم

استغلت قطر علاقتها بحركة الشباب الصومالي الإرهابية، لتربط الصلة بينها وبين نظام الملالي في إيران، حيث تشير مصادر استخباراتية، إلى أن نظام الدوحة، كان وراء صفقة اليورانيوم بين الحركة وطهران، التي كشف عنها وزير الخارجية الصومالي، يوسف جراد عمر، في رسالة دبلوماسية، وجهها في أغسطس 2917، إلى السفير الأميركي في الصومال، ستيفن شواترز، حيث أعلن عن قيام حركة الشباب بتزويد إيران باليورانيوم، من مناجم سيطرت عليها مؤخراً.

وطالب الوزير الصومالي، إدارة الرئيس دونالد ترامب، بتحرك عسكري أميركي عاجل، لمنع حركة الشباب المتطرفة من نقل المزيد من اليورانيوم من المناطق التي استولت عليها إلى إيران.

ووفقاً لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد أكد المسؤول الصومالي، قيام جماعة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة، بإرسال اليورانيوم إلى إيران، بعد أن استولت على إحدى الشركات العاملة في مناجم اليورانيوم بأفريقيا.