أكد خبراء ودبلوماسيون أردنيون أن إيران ستسعى لإفشال مهمة المبعوث الدولي إلى اليمن وعرقلة عملية السلام التي تجري المشاورات حولها في وقت كشفت مصادر إعلامية عن ملامح خطة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، وقد حملت هذه الخطة محاور أساسية لمواجهة الأزمة وحالة التطرف التي تمارسها ميليشيا الحوثيين، ومن أبرز هذه الخطوات سحب السلاح من الحوثيين ومن ثم الانتقال إلى مرحلة مؤقتة وبعدها المشاركة في انتخابات متعددة الأطراف تحت رعاية الأمم المتحدة حفاظاً على وحدة اليمن.

وبحسب الخبراء والدبلوماســـيين فإن إيران ستعمل بقوة لإجهــاض هذه الخطة باعتبارها تراهن على سلاح الحوثيين، وسحبه يعني بالضرورة عرقلة مشروعها التوسعي في المنطقة.

وبالمقابل فإن المواقف الدوليـــة الحازمة ضد النهج الإيراني إضافة إلى الإرادة الوطنية الصلبة الســـبيل الرادع لوقف التمزيق الحاصــــل في اليمن. وأكد السفير الأردني السابــــق في إيران، د. بسام العموش أن خطة المبعوث الأممي التي تتضمن سحب السلاح من الحوثيين ستواجه العديد من المعيقات والصعوبات لأسباب عدة من بينها أن دولة إيران لا تريد أن تنهي وجودها في الدول التي توسعت بها سواء أكانت اليمن أو سوريا أو العراق ولبنان، إضافة إلى النظام القبلي اليمني الذي اعتاد على وجود الأسلحة بين يديه.

يردف قائلاً: ولكن من الممكن خلال الضغط الدولي على إيران التوصل إلى صفقة سياسية تزيد من فعالية هذه المقترحات، فسحب السلاح يحتاج بداية إلى إضعاف وجود هذه الميليشيا ووقف الدعم المقدم لها من إيران وتصنيع السلاح، إضافة إلى تعزيز القوى الوطنية.

انتحار سياسي

من ناحيته قال الخبير في الشأن الإيراني، د. نبيل العتوم إن خطة المبعوث الأممي هي خطوة تندرج في إطار الحل السياسي في اليمن وتنسجم مع المبادرة الخليجية ومع مقررات الحوار الوطني والمقترحات الدولية. لا يعقل أن يكون هنالك سلاح خارج إطار الدولة، فنزع السلاح هو المقدمة لتحقيق الأمن والاستقرار والتأكيد على سيادة الدولة الوطنية، فاستمرار تسلح الحوثيين يعني استمرار الأزمة، واستمرار التدخل الإقليمي والدولي في اليمن.

رفض وتعنت

يضيف العتوم: الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران ترفض هذه الخطوة باعتبارها انتحاراً سياسياً، ونهاية لهيمنة الحركة الحوثية على مقاليد صنع القرار في اليمن، وإيران تسعى لإنشاء ميليشيــات موازيــــة من خلال اعتمادها على الحركة الحوثية كونها أحد مخالبهــــا في المنطقة، مؤكداً أن تنفيذ خطة المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ليس بهذه السهولة وإنما هنالك ظروف معقدة ناتجة عن تعدد الأطراف المنخرطة في الصراع في اليمن وفي مقدمتهم إيران.