لأول مرة منذ طرد تنظيم داعش من البلاد يتوجه العراقيون إلى صناديق الاقتراع اليوم السبت في انتخابات ستحدد شكل المساعي التي ستبذل لعلاج الانقسامات العميقة في البلاد وربما تحدث تحولا في توازنات القوى الإقليمية.
حيث يتنافس 6898 مرشحاً على 329 مقعدا برلمانيا في الانتخابات بينهم وقد تم تخصيص 8 آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين. فيما يبقى الهاجس الأمني قائماً حيث حذّرت السفارة الأميركية لدى بغداد، من هجمات إرهابية محتملة قد تستهدف مراكز الاقتراع بجميع أنحاء العراق، خلال الاقتراع.
ويرى المحللون أن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي يتقدم بفارق ضئيل على منافسيه، لكن فوزه ليس مضموناً.
ورغم إعلانه هزيمة تنظيم داعش خلال فترة ولايته الأولى التي استمرت أربع سنوات وتمكنه من تهدئة التوترات الطائفية التي أججها سلفه وحفاظه على وحدة العراق في مواجهة مساعي الأكراد للانفصال فإنه يواجه معركة انتخابية شرسة.
وحذرت المنظمة الأوروبية لحرية العراق من تدخل إيران فيها، مؤكدة أنها تقوم بضخ الأموال لمساعدة مرشحيها المفضلين على الفوز. وأشارت إلى إنه لضمان إجراء انتخابات حرّة ونزيهة وديمقراطية فيجب طرد الإيرانيين من البلاد وإنهاء سيطرتهم القاتلة على جميع الهياكل السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق.
وقالت المنظمة إن 87 تحالفاً سياسياً ستخوض منافسات انتخابية في العراق اليوم السبت في بلد يسعى من أجل اعتماد الديمقراطية، وأشارت المنظمة التي يترأسها «إسترون إستيفنسون» عضو البرلمان الأوروبي بين عامي 1999 و2014 عن اسكتلندا، في بيان صحافي أمس، إلى أن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، هو المتقدم حسب استطلاع للرأي بسبب ما في جعبته من ملف هزيمة تنظيم داعش.
رغم أن معظم الخبراء يعتقدون أنه سيجد صعوبة في تشكيل ائتلاف بعد الانتخابات.
تضخ أموالاً لأنصارها
وأكدت المنظمة الأوروبية أن «إيران استطاعت أن تمارس نفوذاً مهماً في العراق وتقوم الآن بضخ الأموال في الانتخابات العراقية لمساعدة مرشحيها المفضلين مثل هادي العامري ونوري المالكي».
وقالت إن قدرة إيران على التأثير في نتائج الانتخابات العراقية كجزء من استراتيجيتها الأوسع لزعزعة استقرار الشرق الأوسط يجب أن تكون مصدر قلق بالغ للغرب. وأشارت إلى أن الهيمنة الإيرانية في سوريا ولبنان واليمن والعراق تشكل تهديداً ليس فقط للسلام في الشرق الأوسط، بل أيضاً للسلام العالمي.
تحذير من هجمات
إلى ذلك، حذّرت السفارة الأميركية لدى بغداد، من هجمات إرهابية محتملة قد تستهدف مراكز الاقتراع بجميع أنحاء العراق، خلال الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم السبت.
وقالت السفارة، في بيان: «إن بعثة الولايات المتحدة تلقت معلومات عن هجمات إرهابية محتملة ضد مراكز الاقتراع في جميع أنحاء العراق، وتحديدا في (منطقة) الغزالية، غرب العاصمة بغداد». وأضافت السفارة أنّه تم تقليص تنقل أفرادها مؤقتاً إلى هذه المناطق.
في المقابل، طمأنت وزارة الداخلية العراقية السكان، مؤكدةً اتخاذها التدابير اللازمة لتأمين الحماية للعملية الانتخابية.
وقال الناطق باسم الوزارة، اللواء سعد معن، في بيان إن القوات الأمنية جهّزت خطة أمنية محكمة للانتخابات، لحماية الناخبين ومراكز الاقتراع.
تظاهرات
تظاهر العشرات من أهالي كركوك، أمس أمام مكتب مفوضية الانتخابات وسط المحافظة للمطالبة بتغيير موظفي المكتب لـ«ضمان نزاهة» الانتخابات، فيما أشاروا إلى تسرب معلومات بتقدم أحد الأحزاب الكردية في الاقتراع الخاص في مناطق ذات غالبية عربية.
قال أحد المتظاهرين ويدعى أحمد جبار، إن «العشرات من أهالي كركوك تجمعوا أمام مفوضية الانتخابات مطالبين بضرورة تغيير القائمين على هذه المفوضية بعد التأكد من عدم استقلاليتها وانحيازها لصالح جهة حزبية واحدة». وأضاف جبار أن مطالب المتظاهرين واضحة وهي ضمان شفافية ونزاهة الانتخابات.بغداد - وكالات
مشاركة
أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أهمية المشاركة الواسعة للشعب العراقي في الانتخابات البرلمانية، فيما دعا جميع أطراف العملية الانتخابية إلى التعاون والتنسيق مع المفوضية.
وقال معصوم في كلمة متلفزة «نؤكد أهمية الالتزام الدقيق باحترام المبادئ الدستورية بشأن حماية حقوق المواطنين الانتخابية وأهمية ممارستها بالطرق القانونية»، مشدداً على «أهمية أوسع مشاركة للشعب العراقي في انتخابات مجلس النواب اليوم السبت».