دكّ النظام السوري ريف درعا مجدّداً، ما أسفر عن مقتل 12 مدنياً في مدينة نوى، فيما دخلت عشرات الحلافات بلدتي الفوعة وكفريا لإجلاء السكان، تنفيذاً لاتفاق مع نظام الأسد يطلق بموجبه سراح مئات السجناء المعارضين في وقت لاحق.

ووصلت حافلات، أمس، لإجلاء آلاف الأشخاص من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام ويحاصرهما مقاتلو المعارضة، في إطار اتفاق من المتوقع أن يطلق النظام بموجبه سراح مئات السجناء. وقال قائد موال للأسد، إن بلدتي الفوعة وكفريا في إدلب ستخليان من جميع السكان والمقاتلين.

وقال القائد الموالي للأسد، إن الاتفاق يقضي بأن يكون من بين المرحلين رهائن كانت فصائل من المعارضة احتجزتهم عندما اجتاحت إدلب. وأكّد القائد ومصدر من المعارضة على علم بتفاصيل المحادثات السرية، كل على حدة، إنّ تركيا مشاركة كذلك في العملية التي تجري استناداً إلى اتفاق أبرم العام الماضي ولم ينفذ بالكامل.

وأفاد التلفزيون الرسمي، بأنّ 88 حافلة على الأقل دخلت بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب حتى الآن، مع سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري لنقل المرضى من السكان.

وكانت هيئة تحرير الشام - جبهة النصرة توصلت لاتفاق مع إيران، وبضغط «تركي - قطري»، يقضي بالخروج الكامل لأهالي بلدتي كفريا والفوعة شمال إدلب، مقابل خروج 1500 معتقل من فصائل المعارضة لدى النظام السوري، وخروج 36 محتجزاً موجودين عند حزب الله، وأربعة أسرى من المدنيين موجودين داخل بلدتي كفريا والفوعة.

قتلى قصف

إلى ذلك، قتل 12 مدنياً على الأقل في قصف ليلي استهدف مدينة نوى في ريف درعا الغربي، آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة فصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إنّ قصفاً جوياً وصاروخياً عنيفا استهدف مدينة نوى في ريف درعا الغربي.

وتنضم بلدات الريف الغربي تباعاً إلى الاتفاق الذي ينص على دخول مؤسسات النظام وتسليم المقاتلين أسلحتهم. كما خرج بموجبه مئات المقاتلين والمدنيين من درعا، فيما تجرى مفاوضات حالياً لانضمام مدينة نوى إلى الاتفاق، وفق المرصد. وأوضح عبد الرحمن، أنّ المفاوضات ما زالت مستمرة من أجل إدخال نوى في المصالحة.

وأضاف أنّ هناك غارات مكثّفة على تلال قرب نوى يسيطر عليها متطرّفون، مشيراً إلى غارات روسية وقصف براميل متفجرة من مروحيات النظام. وذكر المرصد، أن مستشفى توقف عن العمل نتيجة القصف، مشيراً إلى خسائر بشرية كبيرة مع مقتل وإصابة العشرات.

مآس

وذكر ساكن أنه جرى أيضا إطلاق عشرات الصواريخ على المدينة المكتظة بالسكان. وقال مالك الغاوي في رسالة نصية بعث بها إلى «رويترز»: «الوضع كيوم القيامة، الشهداء بالشوارع والكل عاجز عن سحبهم».