وصفت دولة الإمارات العربية المتحدة البيان المشترك لممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والمفوض الأوروبي للمساعدات الانسانية بشأن الأوضاع في الحديدة بأنه أحادي وغير منصف في توصيفه، ولم يتضمن إدانة لجريمة استهداف الميليشيا الحوثية لمستشفى الثورة وسوق السمك، مشيرة الى انه لا يمكن السكوت على الانتهاكات الحوثية وشرعنتها، في وقت كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن عن أدلة فنية جديدة تثبت تورط ميليشيا الحوثي في الهجوم الذي وقع الخميس الماضي على سوق السمك ومستشفى الثورة في الحديدة.
وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على «تويتر» «البيان المشترك لممثلة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والمفوض الاوروبي للمساعدات الانسانية أحادي وغير منصف في توصيفه لما يحدث في الحديدة، وغاب عنه إدانة المليشيات الحوثية مسؤولية انتهاكاتها للوضع الإنساني خاصة في أعقاب جريمة إستهداف المستشفى وسوق السمك.»
واضاف في تغريدة ثانية قال معاليه:«وفِي هذا السياق نجد أن الموقف الأوروبي بوجه عام أضعف في تناوله للإنتهاكات الحوثية للوضع الإنساني وحقيقة أن إنقلاب الأقلية وبدعم إيران والسلاح سبب أزمة اليمن، لا يمكن السكوت على الإنتهاكات الحوثية و شرعنتها.»
إلى ذلك كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن عن أدلة فنية جديدة تثبت تورط ميليشيا الحوثي في الهجوم الذي وقع الخميس الماضي على سوق السمك ومستشفى الثورة في الحديدة.
وأكدت صور للأقمار الاصطناعية أن الهجوم قامت به ميليشيا الحوثي بقنابل الهاون في حين نشر التحالف أيضا صورا للمنشأتين قبل وبعد الهجوم، في وقت استغربت الحكومة اليمنية إطلاق الاتهامات لتحالف دعم الشرعية بالضلوع في الحادثين الإرهابيين.
وقال مصدر في التحالف إنه تم جمع الأدلة الجديدة في إطار تحقيق شامل يجريه التحالف مع شركاء غربيين حول الانفجارات التي وقعت الخميس الماضي.وأضاف المصدر «خلافا للتقارير الإعلامية الأولية وادعاءات الحوثيين التي وجهت أصابع الاتهام في الهجوم للتحالف فإن الأدلة تؤكد بوضوح أن الأضرار التي لحقت بالمنشأتين سببتها قنابل هاون أطلقت من مكان قريب من موقع الهجوم».
استهداف
وأوضح المصدر أن الهجوم استهدف أحد المستشفيات المهمة بالحديدة في اليوم الذي كان يخطط فيه لإطلاق حملة للتطعيم ضد الكوليرا، وفيما كان يستمع مجلس الأمن لإحاطة من مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن حول الوضع في هذا البلد.
استغراب
الى ذلك استغربت الحكومة اليمنية إطلاق الاتهامات للتحالف بالضلوع في الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا مستشفى الثورة وسوق السمك في مدينة الحديدة،، وراح ضحيتهما العديد من القتلى والجرحى، على الرغم من إعلان التحالف بأنه لم يقم بأية عمليات جوية في مدينة الحديدة في ذلك اليوم وإثباته بالأدلة التقنية، والتي قدمها لمجلس الأمن الدولي وعرضها على الرأي العام، بأن الضربات التي أصابت مستشفى الثورة وسوق السمك ناتجة عن قذائف هاون أطلقت من مواقع قريبة لمكان الحادثين تخضع لسيطرة الميليشيا الحوثية.
وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) نسخة منه «ترى حكومة الجمهورية اليمنية أن تسارع مثل هذه الاتهامات وآخرها الصادرة في بيان عن الاتحاد الأوربي، تأتي لتؤكد ابتعاد الكثيرين عن الحقائق الموضوعية ونزعاتهم نحو كل ما يبرئ الميليشيا الحوثية التي قامت خلال الفترة الماضية بالاعتداء على الممر الملاحي الدولي جنوب البحر الأحمر وباب المندب، والسكوت عن هذه الجرائم بحق القانون الدولي.
بل وإرسال رسائل خاطئة للميليشيا الانقلابية وهو الأمر الذي حذرت الحكومة اليمنية منه مرارا بأنه إنما سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب نتيجة تجاهل الحقائق على الأرض والتغافل عن ممارسات الانقلابيين وانتهاكاتهم لكل قوانين الحرب والقانون الإنساني الدولي».
حرص
وأضاف البيان «لقد أكدت الحكومة اليمنية مراراً حرصها الكامل على سلامة المدنيين وتجنب الإضرار بهم في كل المناطق اليمنية دون استثناء والتقيد بأعلى درجات الالتزام بقواعد وقوانين الحرب واتفاقيات جنيف الأربع وكل ما يرتبط بها من التزامات».
انتهاك
وفي السياق أكد مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن أن استهداف الحوثيين لكل من «سوق السمك» و«مستشفى الثورة» في الحديدة وما نتج عنه من سقوط ضحايا مدنيين هو انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي من قبل الميليشيا.
دعم
أكد مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن استمرار دعمه للجهود الإنسانية الدولية والإغاثية لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، واستمرار العمل والتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بما في ذلك التعاون في مجال تبادل المعلومات للتأكد من صوابها وصحتها من أجل تعزيز التواصل والإسهام في تحقيق نتائج إيجابية نحو إغاثة الشعب اليمني.
محللون: الميليشيا ارتكبت الجريمة بحثاً عن التعاطف
كشف سكان في مدينة الحديدة وناشطون علی شبكات التواصل الاجتماعي عن أدلة جديدة تؤكد أن المجزرة الوحشية التي حدثت الخميس، في حراج السمك وعند بوابة مستشفى الثورة العام سببها قذائف مدفعية حوثية، وليست غارات لطائرات التحالف، كما زعمت ميليشيا الحوثي الإرهابية.
ووفقاً لموقع «نيوز يمن» الإخباري، فقد تضمنت الأدلة الجديدة مقطع فيديو عقب القصف مباشرة لبعض عناصر الميليشيا وهم يقومون باستخراج بقايا إحدى قذائف الهاون من الأسفلت أمام مستشفى الثورة، ويزعمون أنها بقايا صاروخ.
وعرض الصحفي بسيم الجناني، في حسابه على «فيسبوك»، صوراً لبقايا قذائف الهاون أمام بوابة المستشفى مكان وقوع الجريمة، مؤكداً أنه شاهد مقاطع مماثلة عرضتها قناة «المسيرة» الناطقة باسم الحوثيين تظهر فيها تلك القذائف عقب القصف مباشرة، وتدّعي أن القوات الشرعية هي من أطلقتها.
وأشار إلى أن هذه المزاعم تعكس حالة التخبط لدی ميليشيا الانقلاب التي ادّعت أن تلك المجزرة ناتجة عن غارات للتحالف، ثم تقوم بعرض قذائف مدفعية تساقطت في موقع الحادث.
وشملت الأدلة صوراً توثق الأضرار التي لحقت بمكتب الأرشيف داخل مستشفى الثورة، وهي عبارة عن فتحة صغيرة في زاوية سقف المكتب، مما يؤكد أنها سقطت فيها قذيفة مدفع، واخترقت سطح المكتب، وليس انفجاراً ناتجاً عن صاروخ طائرة حربية، كان يمكن أن يدمّر الطابق بأكمله، فضلاً عن صورة لسطح إحدى العمارات مقابلة لمستشفى الرشيد يظهر فيها آثار سقوط قذيفة مدفع بنفس توقيت الحادثة.
وكانت ميليشيا الحوثي قد لجأت، إلى ارتكاب جريمة وحشية مروعة تمثلت بالقصف بقذائف المدفعية لحراج السمك وبوابة مستشفى الثورة، وهو ما أدى إلى سقوط 55 قتيلاً من المواطنين الأبرياء و170 جريحاً، وفقاً لمصادر طبية، وسارعت لتوجيه الاتهام إلى طيران التحالف العربي بارتكاب تلك المجزرة.
ويرجح محللون سياسيون أن تكون ميليشيا الانقلاب الحوثي، قد سعت من خلال لجوئها إلی ارتكاب الجريمة، إلی محاولة استقطاب تعاطف المنظمات الدولية والتغطية على هجومها الإرهابي على ناقلتي النفط السعوديتين الذي ما زال يستقطب اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية، وينال الشجب والتنديد على المستويين الإقليمي والدولي.
وركزت ميليشيا الانقلاب على ارتكاب هذه الجريمة البشعة في الحديدة بعد أن لمست عدم تجاوب سكان المدينة في مساندة عناصرها للتصدي لقوات المقاومة المشتركة المرابطة في الأحياء الجنوبية للمدينة في انتظار ساعة الصفر لاستكمال تحريرها بعد انتهاء المهلة الممنوحة للمبعوث الأممي لإقناع الحوثيين بالانسحاب.