أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن حرب الإمارات لمكافحة الإرهاب والتطرف في اليمن تمثل جوهر سياسة البلاد الخارجية، مشيراً إلى أن الإمارات ستواصل عملياتها في اليمن إلى حين القضاء على تنظيم القاعدة الذي يشكل خطراً إقليميا وعالمياً.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد مساء اليوم في مبنى وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحضور العميد مسلم الراشدي المتحدث باسم القوات المسلحة الإماراتية للحديث عن جهود الإمارات في محاربة القاعدة وميليشيا الحوثي في اليمن. 

وأوضح قرقاش أنه بصرف النظر عن كيفية تطور الوضع في اليمن، فإن الإمارات ضمن التحالف العربي ماضية في الالتزام بمهامها في إعادة إعمار وتنمية اليمن، مشيراً إلى أن الإمارات لم تدخر جهداً حيال الوضع الإنساني في اليمن وقدمت كل ما بوسعها لتخفيف المعاناة عن كاهل المدنيين كالقضاء على مرض الكوليرا. كما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الإمارات لليمن 3.8 مليار دولار منذ بداية 2015.

وفيما يتعلق بالحل السياسي في اليمن، بيّن وزير الدولة للشؤون الخارجية أن الحوثيين هم العقبة الرئيسيّة أمام تحقيقه و ميليشيات الحوثي لا تعمل بشكل مستقل عن إيران، موضحاً أن إيران لن تغير من سلوكها في المنطقة وستستمر في دعم ميليشيا الحوثي. وأوضح قرقاش أن البعد العسكري ضروري لقيادة الحل السياسي في اليمن وهو جزء أساسي من سياسات التحالف وفي الوقت نفسه ستستمر قوات التحالف في الضغط على الحديدة ومينائها حتى تطهيرها من ميليشيا الحوثي الإيرانية.

وقال: لن نسمح بحدوث تحول استراتيجي في المنطقة لصالح إيران عبر سيطرة ميليشيات الحوثي على اليمن، فيما ستكون العملية السياسية الجديدة في اليمن بمثابة اختبار للحوثيين.

وحث قرقاش المجتمع الدولي على الأخذ بعين الاعتبار ما يقوم به الحوثيون من أعمال إجرامية وتخريبية لتهديد سلامة اليمنيين مثل زراعة الألغام في مختلف مناطق اليمن وتلويث مياه الشرب.

تنظيم القاعدة

وقال الدكتور أنور قرقاش إن تنظيم القاعدة موجود في اليمن قبل بدء عمليات التحالف لإعادة الشرعية حيث استفاد التنظيم الإرهابي من الفشل المتعدد لنظام صالح وبنى حضوراً له في عدة مناطق من حضرموت إلى عدن. وعلى مدار السنوات الماضية، تمكن التحالف العربي من إنجاز عمليات متوازية في اليمن: مواجهة ومحاربة الحوثيين واستنزاف قوة القاعدة.

وفي تعليقه على التطورات السياسية والعسكرية والإنسانية في اليمن، قال مسلم الراشدي العميد المتحدث من القوات المسلحة الإماراتية: "لن نتمكن من تحقيق استقرار في اليمن من دون تطهيرها من تنظيم القاعدة الإرهابي.. القاعدة اليوم في أضعف حالاتها منذ عام 2012 حيث خسر التنظيم أكثر من نصف مساحته وتم حرمانه من أماكنه الاستراتيجية مع إضعاف قوته التجارية،" مضيفاً أن ضعف التنظيم الإرهابي في اليمن جعل قدرته على تصدير الإرهاب الدولي شبه منعدمة.

وأفاد الراشدي أن هجمات القاعدة في اليمن انخفضت بأكثر من 93٪ في السنوات الثلاث الماضية وتمكنت قوات التحالف من القضاء على حوالي 1000 مقاتل من تنظيم القاعدة منذ عام 2015 واعتقال 1500 إرهابي في المكلا.