أكد وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر، أن تغاضي فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة عن جرائم ميليشيا الحوثي الإيراني، يشجعها على الاستمرار في ممارساتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في اليمن.

وكشف خلال مؤتمر صحافي عقده بأبوظبي، أمس، أن إجمالي عدد القتلى والمصابين والمختطفين في اليمن خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى سبتمبر 2018 تجاوز 67 ألف شخص جراء انتهاكات ميليشيات الحوثي، لافتاً إلى أن الشرعية تدرس وقف التمديد للفريق طالما أثبت عدم حياديته، مشيراً إلى أن الحكومة سترد خلال أسبوع على مغالطات التقرير.

ووصف محمد محسن عسكر، وزير حقوق الإنسان بالحكومة الشرعية في اليمن، في إحاطة إعلامية عقدها أمس بأبوظبي بحضور فهد سعيد المنهالي سفير اليمن لدى الدولة، تقرير الأمم المتحدة الأخير حول حقوق الإنسان في اليمن بأنه مجحف وأغفل الكثير من جرائم الحوثي.

تعاط سطحي

وأكد عسكر أن تعاطي المنظمات الدولية مع الانتهاكات التي ترتكبها الجماعات الحوثية بشكل سطحي يولد لدى هذه الميليشيات الانطباع بأنها تحظى بتعاطف دولي يدعم ما تقوم به من انتهاكات حيث يفتقر تقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن للحياد خاصة وأنه تجاهل جرائم ميليشيا الحوثي.

موضحا أن الفريق المكلف بإعداد التقرير تجاوز الصلاحيات الرسمية المكلف بها وتغاضى عن جرائم الحوثي لاستباحة المدن اليمنية وما قاموا به من دمار وخراب وقصف خلفت آلاف القتلى والمصابين.

وأوضح الوزير اليمني أن الوزارة المعنية بملف حقوق الإنسان تعمل على وضع اللمسات الأخيرة للتقرير الثالث حول حقوق الإنسان في اليمن والذي يوثق لجرائم ميليشيا الحوثي. وأشار في المؤتمر الصحافي إلى أن «تقرير الأمم المتحدة تجاهل العمليات الإنسانية التي قدمتها دول التحالف العربي»، مؤكداً أن «السعودية والإمارات كانتا وما زالتا داعمين رئيسيين لليمن.

وقال عسكر إن»ما يؤكد على انحياز تقرير الأمم المتحدة هو أن زيارات الفريق المكلف بإعداده لليمن لم تتعد أسبوعاً واحداً على الرغم من أن التصاريح الممنوحة له كانت في حدود الستة أشهر«.

وأكد أن هذه الميليشيا باتت مفضوحة أمام المجتمع الدولي وأثبتت أنها لا تقيم أي اعتبار لجهود مجلس الأمن ورغم ذلك نجد من يتغاضى عن هذه التصرفات ما يساعدها على الاستمرار في ممارساتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في اليمن.

وكشف عن أن إجمالي عدد القتلى والمصابين والمختطفين في اليمن خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى سبتمبر 2018 تجاوز 67 ألف شخص جراء انتهاكات ميليشيات الحوثي.

تفنيد التقرير

وفند وزير حقوق الإنسان اليمني بعضاً مما ورد في التقرير الأممي قائلا» إنه قام باختيار تعسفي لبعض الحوادث ولم يقم بعملية مقابلة لجرائم ميليشيا الحوثي كما لم يشمل الجغرافيا اليمنية..وقد تقدمنا بطلبات رسمية للفريق لزيارة المدن التي تعرضت للدمار مثل مدينة تعز ووعدنا الفريق بالقيام بذلك إلا أنه لم يوف بوعده«.

وأضاف:»على سبيل المثال لم يشر التقرير ولو بكلمة واحدة لاجتياح الميليشيات الحوثية الموالية لإيران للمدن اليمنية مثل عدن .

حيث استمرت الميليشيات الإرهابية في عدن لنحو 3 أشهر وقمنا وعدد من المنظمات الأخرى بتوثيق جرائمها مثل القصف العشوائي وقصف النازحين وضرب الأماكن المكتظة بالسكان بقذائف الهاون والكاتيوشا وضرب محطات الكهرباء وآبار المياه «. وأكد أن جميع هذه الأمور لم يشر إليها التقرير من قريب أو بعيد.

وتابع:»التقرير أغفل أهم جريمة وهي زراعة الألغام فنحن وبدعم من التحالف قمنا بتفكيك ربع مليون لغم وتشير التقديرات إلى أن ميليشيات الحوثي زرعت نحو مليوني لغم إلا أن التقرير أغفلها تماماً كما أغفل جريمة استخدام المدنيين كدروع بشرية«، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة والمفوض السامي أصدرا عدة بيانات حول الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي سواء في تعز أو المخا أو الحديدة.

وأكد عسكر أن التقرير لم يشر بشكل متوازن إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها دول التحالف إذ إن خطة الاستجابة الإنسانية الأولى والثانية والتي وضعتها الأمم المتحدة قامت السعودية والإمارات بتمويل أكثر من نصفها فيما مولت باقي دول العالم مجتمعة البقية.

وأشار إلى أنه يتم دراسة الطريقة المثلى للتعاون مع هذا الفريق الأممي ومنها التقدم بطلب لوقف التمديد لهذا الفريق طالما أثبت عدم حياديته.

وأضاف عسكر أن» الميليشيات الحوثية الموالية لإيران نهبت أكثر من 5 مليارات دولار من البنك المركزي اليمني ما أدى لتدهور الاقتصاد اليمني كما أنها تستخدم المدنيين كدروع بشرية بالحديدة في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني«مشيرا إلى أن»الميليشيا الحوثية تعمل على تدمير تراث اليمنيين عبر نشر الأسلحة في مدينة زبيد التاريخية«.

دور الإمارات

وأثنى عسكر على الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن على مختلف الأصعدة مؤكداً أن هذا الدور لا ينكره إلا جاحد كما أن الإمارات لعبت دوراً أساسياً في مكافحة الإرهاب والتصدي للقاعدة وداعش.

وقال إن اليمن دخلت في اتون حرب مدمرة أكلت الأخضر واليابس وسببها انقلاب ميليشيا مسلحة تدعمها إيران وبعض الأطراف حيث قامت الميليشيات بالانقلاب على شرعية رئيس منتخب من 20 مليون يمني في عام 2012.

مشاورات

قال وزير حقوق الإنساني اليمني، محمد عسكر: إن الحكومة اليمنية تعاملت بشكل إيجابي مع جهود السلام كافة، ومنها جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث، وهناك وفد حكومي موجود في جنيف إلا أن ميليشيا الحوثي تثبت أنها لا تقيم وزناً لأي اعتبارات وجهود دولية لحل الأزمة فحتى الآن تتحجج بعدم الحصول على تصريح بخروجها رغم إعلاننا التصاريح التي أصدرها التحالف.