أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن ميليشيا الحوثي غير جادة في التفاوض مع الحكومة الشرعية في اليمن، وأنها تعودت على المراوغة، بعد تأخرهم في الوصول إلى المشاورات اليمنية المنتظرة في جنيف، وفرض اشتراطات في الساعات الأخيرة.
وقال معاليه على حسابه في «تويتر»: «تعودنا من الحوثي المراوغة حين يشعر بالضغط السياسي والعسكري، وأزمة الوصول إلى جنيف واشتراط إرسال مئات الجرحى إلى الخارج عشية بدء المشاورات، لا يمكن قراءته إلا من زاوية التعطيل وعدم الجدية، بالمقابل، يبرز موقف الحكومة (اليمنية) بكل إيجابيته ومسؤوليته تجاه الحل السياسي».
وكان قرقاش ذكر في تغريدة قبل ذلك، وفي ضمن السياق، أن «التعطيل الحوثي المتعمد لمشاورات جنيف متوقع، في ظل مخاوفنا أن الجماعة تسعى إلى تخفيف الضغط المتنامي عليها، ولا تسعى إلى حلّ للأزمة.. اليمن والمنطقة بحاجة إلى خريطة طريق سياسية، وهذا التسويف لا يبشر بخير».
ورفض وفد الحوثيين مغادرة صنعاء للمشاركة في المحادثات، إلا بعد أن تُلبي الأمم المتحدة عدداً من الشروط، من بينها نقل جرحاهم إلى سلطنة عُمان للعلاج، وضمان السماح لوفدهم بالعودة إلى اليمن. وقال حمزة الكمالي نائب وزير الشباب اليمني للصحافيين في جنيف، إن التصاريح المطلوبة لسفر الوفد الحوثي مُنحت قبل ثلاثة أيام.
انتظار
من جهته، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، في بيان أمس، أنه ما زال يعمل لوصول وفد الحوثيين المشارك في مشاورات جنيف حول الأزمة اليمنية.
وأعلنت الأمم المتحدة، الليلة قبل الماضية، تأجيل انطلاق مشاورات جنيف لليوم الثاني على التوالي، بعد تعنت وفد مليشيا الحوثي وعدم حضوره المشاورات. ويعقد غريفيث مشاورات مع الوفد الحكومي منذ الخميس.
وقالت ناطقة باسم الأمم المتحدة أمس، إن مبعوث المنظمة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، بحث مع وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، قضايا، من بينها إطلاق سراح السجناء، ووصول المساعدات الإنسانية، وإعادة فتح مطار صنعاء.
وأوضحت الناطقة أليساندرا فيلوتشي، في إفادة صحافية، أن غريفيث، الذي بدأ مشاورات مع وفد الحكومة اليمنية في جنيف، أول من أمس، لا يزال ينتظر وصول ممثلي حركة الحوثي المتحالفة مع إيران من صنعاء.
وأعلنت الأمم المتحدة أنه من غير المتوقع أن يجري غريفيث أي محادثات في مكاتبها في جنيف الجمعة. لكن المبعوث شوهد أمس، وهو يعقد محادثات في الفندق مع وفد الشرعية.
وحمّلت الحكومة الشرعية اليمنية، الحوثيين مسؤولية عرقلة المشاورات، وعدم انعقادها في موعدها.
وأصدر وفد الحكومة في جنيف بياناً، أكد فيه أنه ملتزم بالبحث عن أي فرصة تخفف من معاناة الشعب، تماشياً مع سياسة الحكومة اليمنية، التي تثبت للعالم مرة بعد أخرى، أنها مع خيارات السلام المستدام، فيما دأب الحوثيون على اختلاق الأعذار ووضع العراقيل.
وطالب بيان وفد الحكومة الشرعية، المجتمع الدولي باتخاذ كل الإجراءات التي تُرغِم الحوثيين على تنفيذ القرارات الدولية.
مسؤولية الفشل
وحمّل وفد الحكومة الميليشيا الحوثية «مسؤولية فشل انعقاد مشاورات جنيف». وقال الوفد في البيان: «أعلنت الحكومة اليمنية موقفها الواضح من خيار السلام.
وقبلت الجلوس مع جماعة انقلبت على الدستور والقانون وإجماع الشعب اليمني في مخرجات الحوار، سعياً منها لبحث أي فرص يمكن أن تعزز العملية السلمية، وتعمل على تلبية طموحات اليمنيين في استعادة دولتهم، وإنهاء كافة أشكال المعاناة التي سبّبها الانقلاب».
واستغرب الوفد «عرقلة الميليشيا الإيرانية انعقاد المشاورات التي تم تحديد موعدها بعد الكثير من الجهود والتشاور والتنسيق والمراسلات، دون أن تذكر الميليشيا أياً من هذه العراقيل التي اختلقت عنوة في ليلة المشاورات».
وأكد أن «حضور الوفد الحكومي في الموعد المحدد زماناً ومكاناً، نابع من التزامه بالبحث عن أي فرصة تخفف من معاناة الشعب الذي يعاني من الفقر والجوع وتفاقم المشكلات الاقتصادية، وما يعانيه المعتقلون والمحتجزون والمخفيون قسرياً في المعتقلات والسجون من التعذيب والإخفاء والحرمان».
وأكد أن حضور الوفد الحكومي، يأتي «تماشياً مع سياسة الحكومة اليمنية التي تثبت للعالم مرة بعد أخرى، أنها مع خيارات السلام المستدام».
صراعات داخلية
أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أمس، أن تأخر الحوثيين هو دليل على وجود صراعات داخلية بينهم.وقال لـ «سكاي نيوز عربية»: «نعتقد أن الأعذار الواهية التي طُرحت حول هذا الموضوع (الغياب عن المحادثات) إنما محاولة للتغطية على قضية أساسية، وهي أن الطرف الانقلابي يشهد صراعات داخلية في من يجب أن يمثّل هذا الطرف في مشاورات جنيف».