دفعت ميليشيا الحوثي الإيرانية بعشرات الأطفال إلى جبهات القتال في صعدة والحديدة وسط انهيار دفاعاتها إثر العملية العسكرية المباغتة التي أطلقتها قوات التحالف والشرعية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها، في وقت تواصل قوات الجيش اليمني تقدمها على جبهة صعدة، حيث كشفت حصيلة رسمية مقتل مئات العناصر من الميليشيا في سلسلة جبال مرّان.

ومع اتساع رقعة الانهيارات وتداعي الجبهات وفرار قيادات بارزة من جبهات القتال في الحديدة، بدأت ميليشيا الحوثي حملات تعبوية وتحشيدية واسعة في العاصمة صنعاء وعدد من المدن الواقعة تحت سيطرتها، سعياً منها لحشد مقاتلين جُدد من المغرر بهم لتعويض خسائرها الكبيرة في ميادين القتال وتحديداً جبهة الحديدة.

وكشفت مصادر لوسائل إعلام يمنية قيام ميليشيا الحوثي بتجنيد طلاب المدارس من صغار السن، وأخذهم إجبارياً من مختلف حارات مدينة صعدة، وضواحيها، وقرى تقع في محيطها. وذكرت المصادر أن ميليشيا الحوثي الانقلابية دفعت بنحو أكثر من 70 طفلاً إلى جبهات القتال في الساحل الغربي. وأوضحت المصادر أن الميليشيا أخذت هؤلاء الأطفال عن أسرهم بالقوة ودون موافقتهم.

وتقوم الحملة الجديدة للميليشيا باستخدام أساليب متنوعة كالترغيب والإغراءات المالية، وكذا ممارسة الضغوط على الوجهاء؛ لإجبارهم على جلب المزيد من المغرر بهم إلى محارق الموت، مستعينة بالخطباء والوعاظ الدينيين.

مئات القتلى
في الأثناء، لقي المئات من ميليشيا الحوثي الانقلابية مصرعهم وأصيب آخرون في المعارك الدائرة بمحافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين. وتمكنت قوات الجيش من التقدم في جبال مران والوصول إلى مشارف ضريح الهالك «حسين الحوثي» بالجميمة، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي فيما الأخيرة تواصل استحداث مقابر جديدة في المنطقة لاستيعاب قتلاها.

وقال قائد اللواء الثالث عُروبة بالجيش الوطني اليمني العميد عبدالكريم السدعي إن قوات الجيش أحرزت تقدماً صوب مناطق جرف سلمان بشمال مران، الذي يتخذه زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي مأوى ومقراً لإقامته. وأضاف -حسب الموقع الإخباري للجيش اليمني- اقتربت قوات الجيش من ضريح حسين الحوثي مؤسس الميليشيا في الجميمة، بالتزامن مع الاقتراب من جرف سلمان وما يمثله هذا الوكر من قدسية بالنسبة للميليشيا، فضلاً عن زعيمها الذي خسر خلال 10 أيام أكثر من 1300 قتيل في سلسلة جبال مران بمديرية حيدان فقط.

ميدانياً، تشهد تحصينات ميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة الساحل الغربي انكسارات متلاحقة إثر العملية العسكرية المباغتة التي أطلقتها قوات التحالف العربي، والقوات اليمنية المشتركة لتحرير مدينة الحديدة غربي اليمن. وفقدت الميليشيا خلال الساعات الماضية توازنها بشكل لافت، نتيجة العملية العسكرية التي انطلقت من ثلاثة محاور.

احتجاز شاحنات
من جهة اخرى، نشر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، مقطع فيديو يكشف احتجاز ميليشيا الحوثي عشرات الشاحنات المحملة بالنفط من أجل افتعال أزمة مشتقات نفطية وابتزاز المجتمع الدولي. وكتب الإرياني في تغريدات على تويتر معلقاً على مقطع الفيديو: "هكذا تحتجز المليشيا الحوثية الايرانية عشرات القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية والغاز، القادمة من محافظة مأرب في نقطة عفار بمحافظة البيضاء، وتفرض عليها رسوم اضافية لرفع أسعارها وافتعال أزمة في المشتقات النفطية في استمرار لسياسة الافقار والتجويع التي تنتهجها بحق المواطنين".

وأضاف ان الميليشيا "تمارس الضغوط والابتزاز على المجتمع الدولي لوقف معركة تطهير الحديدة عبر افتعال أزمة للمشتقات النفطية والغاز في العاصمة صنعاء، فيما تجني المليارات من الريالات كفارق اسعار يدفعها المواطنون في مناطق سيطرتها والذين باتوا أشبه برهائن لدى هذه المليشيا".