اتجهت ميليشيا الحوثيين للانتقام من المدنيين، بعد انتصارات قوات الشرعية في الحديدة، بالسعي لخلق أزمة غذائية بإغلاق طريق الكيلو 8 بالحديدة بسواتر ترابية وكتل أسمنتية، ومنعت السكان وموظفي شركة مطاحن البحر الأحمر من الوصول إلى مقر عملهم.
وأفاد شهود عيان بأن الميليشيا منعت شاحنات محملة بالطحين كانت متوجهة إلى المخابز داخل الحديدة من ولوج المدينة، وعزوا إقدام الميليشيا على هذه الخطوة إلى سعيها لخلق أزمة غذائية وإيقاف تقدم القوات اليمنية المشتركة وإبطاء العمليات العسكرية في جبهة الحديدة.
ويأتي هذا التطور في وقت حظيت فيه قوات الجيش الوطني، ممثلة بألوية العمالقة، باستقبال تاريخي كبير من أبناء الحديدة بعد تحريرها أجزاء كبيرة من المدينة، حيث تتقدم باتجاه مركز المدينة والميناء.
كما أقدمت ميليشيا الحوثي على تهجير أهالي محافظة الحديدة (غربي اليمن) وتحويل منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية.وأفادت مصادر سياسية لـ«البيان» أن ميليشيا الحوثي هجرت سكان قرية علي سليمان الريفية الواقعة شرق منطقة كيلو 16 التابعة لمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة تحت تهديد السلاح.وأوضحت المصادر أن ميليشيا الحوثي طردت الأهالي من منازلهم لاستخدامها مواقع عسكرية في معاركهم مع القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي.
في الأثناء، كشفت مصادر عسكرية أن الاشتباكات اندلعت على مشارف قرية دير حسن جنوب غرب مثلث كيلو 16 وتبعد القرية مسافة 2 كيلو تقريباً عن خط الحديدة تعز باتجاه مصنع الرويشان «تهامة»، فيما دفعت قوات الجيش والمقاومة بـ 19 لواء في معركة تحرير وتأمين الحديدة. وأكدت المصادر أن القوات مجهزة بعتاد عسكري ضخم مكون من دبابات وعربات جند وأطقم ومدرعات وكاسحات ألغام ومدافع ورشاشات مختلفة، إضافة إلى أسراب من الطائرات القتالية والاستطلاعية.
وقالت مصادر محلية إن المواجهات التي تدور منذ فجر أمس تصل إلى جولة الغراسي، وأطراف كيلو 7 وصولاً إلى أطراف شارع صنعاء، وإن قوات المقاومة المشتركة تتقدم ببسالة نحو ميناء ومركز المحافظة.
استقبال تاريخي
وقالت مصادر ميدانية في الحديدة إن قوات الجيش حظيت باستقبال تاريخي من أبناء الحديدة الذين تراصوا على جوانب الطرقات التي تمر فيها ألوية العمالقة، فجر أمس، في المناطق التي سيطرت عليها.
في الأثناء، عرضت ألوية العمالقة الجنوبية مقطع فيديو يظهر مجموعة من ميليشيات الحوثي تم أسرهم في كيلو16.
وفي الفيديو أفصح الأسرى الحوثيون عن ندمهم بالقتال في صفوف ميليشيا الحوثي بعد أن خدعوهم وأوهموهم بأنهم سيقاتلون أميركا وإسرائيل.
وعبروا عن ندمهم الشديد للقتال في صفوف ميليشيا الحوثي، ونصحوا إخوانهم الذي ما زالوا يقاتلون في صفوف ميليشيا الحوثي في الحديدة بالانسحاب من صفوفهم وعدم القتال مع الحوثي.
بشائر النصر
إلى ذلك، اعتبر وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري أن بشائر النصر بسقوط ميليشيا الحوثي تلوح في الأفق بتحرير قوات الجيش الوطني للحديدة، وقطع الشريان الرئيس الذي كانت تراهن عليه الميليشيات في دخول الأسلحة والدعم الإيراني ومواد الإغاثة التي كانت تنهبها الميليشيات.
يأتي ذلك فيما تمكنت قوات الجيش الوطني باليمن من التقدم في جبال مران في صعدة والوصول إلى مشارف ضريح حسين الحوثي في الجميمة، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيا الحوثي التي تواصل استحداث مقابر جديدة في المنطقة لاستيعاب قتلاها. فيما تم إحباط محاولة عناصر حوثية التسلل إلى مواقع في محافظة البيضاء، حيث لقي 18 من عناصر الميليشيا مصرعهم.