شهدت العاصمة اليمنية صنعاء تزايد الانتهاكات الحوثية بحق الأقليات الدينية، لا سيما أبناء الطائفة البهائية. وأكد بيان صادر عن الجامعة البهائية العالمية بالأمم المتحدة توجيه اتهامات بالتجسس والردة أخيراً إلى أكثر من 20 بهائياً في اليمن من بينهم قيادات الجامعة البهائية كافة.
وقال البيان إن تزايد الانتهاكات والاضطهادات جاء «بعد الخطاب التحريضي الذي وجهه الزعيم الحوثي ضد البهائيين، إذ شهد البهائيون في اليمن تصعيداً في عمليات الاضطهاد الممنهج التي شملت حكماً بالإعدام في يناير الماضي واعتقالات جماعية في السنوات الأخيرة».
وصرحت ممثلة الجامعة البهائية العالمية في الأمم المتحدة باني دوغال بأن «هذه التهم مقلقة للغاية، ومؤشر إلى تصعيد وتيرة الضغوط على البهائيين، وتأتي في وقت يعاني فيه البهائيون تهديدات مستمرة، وتئن فيه البلاد تحت وطأة أزمة إنسانية تستدعي الاهتمام العاجل». واستطردت:
«لدينا أسباب كافية للقلق على سلامة البهائيين في اليمن. إننا نحض المجتمع الدولي على مطالبة القوى الحاكمة في صنعاء بالإسقاط الفوري لهذه التهم الباطلة واللامنطقية الموجهة ضد هؤلاء الأبرياء الذين تتم إدانتهم كيدياً لا لسبب سوى ممارستهم معتقداتهم».
وأضافت دوغال أن «الطريقة التي يتبعها الحوثيون في استهداف البهائيين في اليمن تذكرنا بشدة بالاضطهادات المرعبة التي استهدفت قيادات المجتمع البهائي في إيران في الثمانينيات، تلك الأحداث التي تم فيها اعتقال وقتل البهائيين».
كما وصف بيان صادر عن البهائيين في اليمن محاكمة 24 من أتباع الطائفة بالمحاكمة غير القانونية، ووصفها البيان بأنها «أسلوب تعسفي إيراني ممنهج يكرره الحوثيون في اليمن للقضاء على الطائفة البهائية، ونسف النسيج الاجتماعي القائم على التعدد والتعايش وحقوق الإنسان».
وأضاف البيان: «يؤكد الحوثيون بهذا التصعيد التعسفي الجائر ضد البهائيين أنهم جماعة متطرفة لا تؤمن بالتعايش وتهدد السلم الاجتماعي وحقوق الإنسان، ولا تبالي بكل الأصوات الإنسانية التي تدعوها لوقف الانتهاكات واحترام الدستور والقوانين الوطنية والعهود والمواثيق الدولية التي تعهد بها اليمن».
وكان الزعيم الحوثي وجّه، من خلال خطاب تحريضي متلفز، عناصر ميليشياته لما سماه «الدفاع عن وطنهم ضد الأقليات الدينية والبهائيين»، واصفاً البهائيين بـ«وافد شيطاني».
ومنذ انقلاب الحوثيين على الشرعية واحتلالهم صنعاء، يمارسون شتى أنواع الانتهاكات بحق أبناء الأقليات الدينية في مناطق نفوذهم.