حررت قوات الجيش اليمني، مواقع وسلاسل جبلية جديدة في مديرية باقم بمحافظة صعدة، وسط انهيارات وخسائر كبيرة في صفوف مليشيا الحوثي الإيرانية، في وقت نجحت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، في الإفراج عن اثنين من أبناء الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، رغم مراوغات المليشيا التي حاولت تعطيل السماح للطائرة الأممية من الهبوط في مطار صنعاء الدولي.

وشنت قوات الجيش الوطني اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، هجوماً عنيفاً على مواقع تتمركز فيها مليشيا الحوثي الانقلابية في الجهة الغربية لمركز مديرية باقم، شمال غربي محافظة صعدة، وتمكنت من تحرير مواقع وسلاسل جبلية جديدة، وسط انهيارات وخسائر كبيرة في صفوف المليشيا.

وقال قائد اللواء 102 قوات خاصة، العميد ياسر الحارثي، للمركز الإعلامي للقوات المسلحة «إن أبطال الجيش الوطني تمكنوا، من تحرير مواقع جديدة في الأجزاء الغربية من مركز مديرية باقم، ومنها: سلسلة جبال الأسود، وسلسلة جبال غرة، وسلسلة جبال المصانع الكبرى والصغرى، وكذا تحرير قرية محديده، وسط تقدم متواصل لقوات الجيش».

وأضاف العميد الحارثي، أن قوات الجيش الوطني مسنودة بالتحالف العربي، حررت مساحات واسعة، تقدر بنحو أربعة كيلومترات، وصولاً إلى الخط الدولي بين مركز مديرية باقم ومنفذ علب الدولي. وأكد أن المعارك أسفرت عن مقتل أكثر من 25 عنصراً من مليشيا الحوثي، بينهم قيادات ميدانية، إضافة إلى جرح وأسر آخرين، لافتاً إلى أن مجموعات من عناصر المليشيا الحوثي، لا تزال محاصرة في مواقع بمركز مديرية باقم، بعد قطع خطوط الإمداد عنها من قبل قوات الجيش.

ولفت العميد الحارثي إلى أن أبطال الجيش الوطني استعادوا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة، خلفتها مليشيا الحوثي وراءها، ومن ضمن الأسلحة، قناصات عيار 50 ومدافع هاون وb10، وعربات محملة بالذخائر وقذائف آر بي جي وصواريخ حراري ودراجات نارية وأجهزة اتصالات لاسلكية.

وأشار قائد اللواء الثالث حرس حدود، العميد عزيز الخطابي، إلى أن الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني، تعمل حالياً على تمشيط الطرقات والمزارع التي تم دحر مليشيا الحوثي منها بمحيط مركز مديرية باقم، وتطهيرها من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي قبل فرارها، حيث تمكنت الوحدات من انتزاع كميات كبيرة من الألغام المتنوعة الأحجام والأشكال والأهداف.

أدوار بطولية

في السياق، أشاد رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية، اللواء الركن طاهر العُقيلي، بالأدوار البطولية التي يقوم بها اللواء 37 مدرع، في تثبيت الأمن والاستقرار، ومواجهة الإرهاب، وإسناد بقية الوحدات في خطوط المواجهة المتقدمة في مواجهة مليشيا الكهنوت والانقلاب.

وأكد اللواء العقيلي خلال زيارته التفقدية، اليوم، لمعسكر اللواء 37 مدرع بالمنطقة العسكرية الأولى في محافظة حضرموت، أن قيادة الجيش قطعت خطوات كبيرة في إعادة بناء المؤسسة العسكرية، وتلافي أوجه القصور.

وعقد رئيس هيئة الأركان العامة، اجتماعاً ضم قائد المنطقة العسكرية، قائد اللواء 37 مدرع، اللواء الركن صالح طيمس، وأركان اللواءات، نقل خلاله تحيات وتهاني القيادة السياسية والعسكرية.

وقال رئيس الأركان في كلمة له أمام منتسبي اللواء 37 مدرع، إن المليشيا الحوثية دمرت كل شيء في اليمن، وأعاقت مستقبل البلد كذلك، بدءاً من حروبها ضد الدولة في صعدة.

وصولاً إلى الانقلاب الذي تسبب في انهيار الدولة وتدمير كل شيء، ووصول المآسي والآلام إلى كل بيت في اليمن، خدمة لأطماع إيران التوسعية، بالاستناد إلى وهم عودة الإمامة الظلامية، وعودة مشاريع الفقر والجوع والخوف والاستعباد السلالي البغيض.

أبناء صالح

من جهة أخرى، نجحت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، في الإفراج عن اثنين من أبناء الرئيس الراحل علي عبد الله صالح «صلاح ومدين»، بعد تعنت الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، قبل خمسة أيام، حيث رفضت السماح للطائرة الأممية من الهبوط في مطار صنعاء الدولي.

وأعلنت مصادر رسمية، أن فريقاً سعودياً قام أمس بتفتيش الطائرة الأممية، وأجرى تنسيقاً مع مسؤولين في الأمم المتحدة، ومن ثم توجهت الطائرة لمطار صنعاء، وأقلعت وعلى متنها نجلي صالح، وحطت في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الأردنية عمّان، قبل أن تغادر إلى مكان لم يعرف بعد.

يذكر أن الميليشيا الحوثية منعت قبل خمسة أيام، طائرة أممية من الهبوط في مطار صنعاء، لنقل نجلي الرئيس السابق إلى خارج اليمن، بحسب اتفاق مسبق مع الأمم المتحدة، واشترطت الميليشيا الحوثية في حينه، وصول طائرة أخرى إلى المطار، لنقل أقارب صالح، في حين أن تحالف دعم الشرعية، وافق على أن تتولى نقلهم طائرة تابعة للأمم المتحدة إلى العاصمة الأردنية، وهو ما قوبل برفض الحوثيين.