تصاعدت المواجهات بين ميليشيا عبد الملك الحوثي، وأتباع ابن عمه محمد عبد العظيم على خلفية الارتباط بإيران والأحقية بالإمامة وفقاً للمذهب الزيدي حيث أعلن الأخير أحقيته بما يسمى «الإمامة» بدلاً عن الأول.

وذكرت مصادر قبلية أن ميليشيا عبد الملك الحوثي قصفت بشدة منازل أتباع ابن عمه في منطقة آل حميدان في مديرية سحار بضواحي مدينة صعدة، فيما استنفر الأخير أتباعه لمواجهتهم. وحسب المصادر فإن ميليشيا عبد الملك الحوثي قصفت بالمدفعية عدداً من قرى المنطقة وفجرت ثلاثة منازل لأتباع ابن عمه، الذي أكد أنه لن يستسلم وسوف يخوض المعركة الدينية ضده.

ووفقاً للمصادر، فقد فجرت ميليشيا الحوثي ثلاثة منازل تابعة لأنصار عبدالعظيم في قرية آل حميدان، التي تفرض عليها حصاراً خانقاً منذ الأحد الماضي. واستنفرت قبائل مؤدية لابن عّم الحوثي لفك الحصار على قرية آل حميدان ومغادرة المنطقة بشكل فوري، وقالت إنها لن تقف مكتوفة الأيدي، فيما وصف الرجل أتباعاً للميليشيا بأنهم مجرمون ولصوص.

جريمة غير مسبوقة

من جهته، قال الباحث في شؤون الزيدية ومؤسس جماعة الشباب المؤمن، محمد عزان، إن قتل الحوثيين لأهالي منطقة آل حميدان وتفجير منازلهم وتشريدهم على مرأى ومَسمع من علماء الدين وشيوخ القبائل وأصحاب النخوة جريمة غير مسبوقة. وأضاف: من يكون بهذه الوحشية مع القريب الذي نشأ في ظله ويتغذى من خيراته، فلن يكون فيه خير لمن سواه.

ووفق مصادر سياسية وقبلية فإن الصراع بين طرفي عائلة الحوثي يعيد إلى الأذهان سنوات من الصراع التي شهدتها المناطق الواقعة إلى شمال صنعاء قبل الإطاحة بنظام حكم الأئمة في العام 1962، حيث إن قواعد الإمامة في المذهب الزيدي تسمح لكل طامح بالسلطة بإعلان نفسه إماماً ويخرج على الناس بسيفه يدعوهم للإقرار به إماماً وطاعته.

جولات سابقة

ومنذ بداية حركة التمر في محافظة صعدة شهدت المحافظة جولات محدودة من الصراع بين أتباع محمد عبد العظيم الحوثي وأتباع عبد الملك الحوثي حيث وجه الأول انتقادات شديدة للأخيرة بتهمة العمالة لإيران والخروج على المذهب الزيدي وتبني أفكار وأطروحات دخيلة على المجتمع ومخالفة للمذهب السائد في المحافظة.

وكانت الأفكار والمعتقدات التي يتبناها عبد الملك الحوثي وأتباعه محط انتقاد من قيادات بارزة في هذه الميليشيا حيث انتقد محمد الحكيم، عضو ما يسمى اللجنة الثورية العليا، علناً محاولة الميليشيا تغيير معتقدات اليمنيين وتحويل المجتمع في مناطق سيطرتهم إلى نسخة من مجتمع الملالي في طهران وغرد يقول: «أعيدوا لنا زيدية العقلاما، أن نبقى 10 أيام نبكي على معركة الطف فهذه ليست عقيدتنا مع احترامنا الكبير لعقائد الآخرين».

وفي لهجة نقد لطهران ووكيلها حزب الله ودون أن يسمي قال: نطلب من الجميع أن يحترموا تنوعنا الشافعي والزيدي والإسماعيلي وألا يفرضوا على اليمنيين عقائدهم، ويثيروا بينهم العنصريات والفتن.