أثمر استقرار الأوضاع الأمنية المستقرة في مديريات يافع الواقعة ضمن نطاق محافظتي لحج وأبين، على ظهور عدد من المشاريع التنموية والاستثمارية، والتي انعكست بشكل إيجابي على حياة المواطنين، إذ شهدت هذه المديريات تدشين وافتتاح العديد من المشاريع في مجال البنية التحتية، لاسيّما الطرقات، فضلاً عن مشاريع استثمارية وتنموية أخرى.
ولعل الجهود التي بذلتها دول التحالف العربي لدعم الأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة، ونشر القوات الأمنية في هذه المحافظات، أسهمت في توفير الأمن والاستقرار ومنع تواجد العناصر الإرهابية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على حياة الناس واستقرارهم وعودتهم للممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
لقد أطلق الكثير من الناشطين ورجال الخير مسمى «ثورة طرقات»، على النهضة التي تشهدها مديريات يافع في مجال الطرقات منذ ثلاث سنوات، إذ تمّ شق وتوسعة وإعادة تأهيل ما يزيد على 20 طريقاً داخلياً تربط مديريات يافع ببعضها البعض، وبدعم من قبل المغتربين والأهالي. ودُشّن السبت الماضي وبحضور قيادات في السلطة المحلية وقيادات عسكرية، مشروع طريق «جبل اليزيدي – رباط السنيدي» بطول 12 كيلومتراً وبتكلفة بلغت مليوني دولار على نفقة الأهالي. ومن شأن الطريق الذي سيتم تنفيذه على مراحل، ربط مديريات يافع محافظة لحج مع مديريات يافع التابعة لمحافظة أبين، ليستفيد منه أكثر من 500 ألف يمني، إذ سيوفّر الوقت والجهد على المواطنين.
وقال زيد يوسف أحد الداعمين لمشروع الطريق في تصريحات لـ «البيان»، إن المشروع هو مشروع حكومي في الأساس، إلا أنه تعثر بسبب الأوضاع التي شهدتها البلاد، وأضاف أن وصول قوات الحزام الأمني إلى المنطقة، عزّز من فرص استئناف المشروع ومنح الداعمين الثقة أنه لن يتعرض لأي اعتداء أو تخريب، ما أدى إلى تكاتف أبناء المنطقة في الداخل والخارج، عبر جمع تبرعات سخية لصالح استئناف المشروع، حتى يستفيد منه الكثير من أبناء يافع.
حماية
بدوره، أكد قائد اللواء الأول دعم وإسناد، منير اليافعي، والذي حضر حفل التدشين، أن المشروع سيحظى بحماية القوات الأمنية المنتشرة في المنطقة، مشيراً إلى أن مهمة هذه القوات التي دعمها التحالف العربي، هو توفير الأمن والاستقرار حتى تعود الحياة إلى طبيعتها. وأضاف: «وهو ما نلمسه اليوم من خلال تدشين مشروع طريق جبل اليزيدي - رباط السنيدي الذي توقف في السنوات الماضية، بسبب التخريب وغياب الأجهزة الأمنية».
من جهته، لفت مشرف عام المشروع، أمين حيدرة، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أن مناطق يافع شهدت ثورة في مجال الطرقات خلال السنوات الأخيرة، بفضل الاستقرار الأمني وتكاتف المواطنين، دعياً كل رجال الأعمال والمستثمرين لدعم المزيد من المشاريع في مجال البنية التحتية، لاسيّما بعد الاستقرار الأمني، للمساعدة في التخفيف من معاناة المواطنين التي تسببت بها ميليشيا الحوثي.