في زمن الحرب بكل منزل يمنـي قصة، وكل قصة مليئة بالألـم، فكـم طفلاً أنهت ميليشيـا الحوثي فرحتـه، وكم منزلاً تهـدم وأصبـح أهله يعيشـون في العراء، وكـم أسـرة فقـدت عائلهـا، وكم أماً عانـت ألـم الفقـدان والوجــع.
أم عيسى، تتجلى أوجاع الحرب في قصتها، هي أم لـ 4 من الأبناء والبنات وهي عائلهم الوحيد عبر مهنة الخياطة، ومع بدء انقلاب ميليشيا الحوثي وتمدد الحرب إلى مدينة تعز ولوقوع منزلها بالقرب من مناطق المواجهات، قام الحوثيون متجردون من الإنسانية باقتحام منزلها لتهجيرها بالقوة من منزلها لاتخاذه موقعاً لهم، وأطلقوا النار عليها وأصيبت في يدها بطلقة نارية وهي تحاول حماية أطفالها ومنزلها من هذه الميليشيا الإجرامية.
أجبروها وأطفالها على النزوح إلى المجهول محمّلة بأوجاعها وجراحها، ظلت تتنقل من منازل أقاربها من منزل إلى آخر لا تستطيع أن توفر منزلاً لها ولأولادها، حتى استقروا في أحد المنازل التي نزح سكانها بسبب الحرب.
دمروا منزلها
بعد طرد ميليشيا الحوثي من المنطقة تملّكها الفرح وأسرتها والسعادة بأنها سوف تعود إلى منزلها، ولكن كانت الصدمة أنها عادت إلى منزلها وقد تحول إلى ركام، لم يكتفِ الحوثيون بتهجيرها من منزلها، بل قاموا بنهب محتوياته وإحراق ما تبقى، لتستمر معاناتها في النزوح.
ألم الفقدان
لم تنته آلامها ولم تكتف الحرب بما فيها من وجع، أصرت ميليشيا الحوثي إلا أن تزيدها وتثخن في جراحها، حيث قضى ابنها عيسى (14 عاماً) بقذيفة حوثية عندما كان يلعب مع أصدقائه في الحي.
وتقول أم عيسى، إن كل ما حدث لها من ظلم وقسوة لم يكن شيئاً أمام وجع فقدان أحد أبنائها، تحمّلت كل ما حدث من أجل أطفالها، وظلت ثابتة وقوية من أجلهم، إلا أن فقدانها نجلها كان له بالغ الأثر والوجع في نفسها.