وصل الطفل غازي علي بن علي، البالغ من العمر 10 سنوات، من منطقة يفرس في مديرية جبل حبشي غرب مدينة تعز، إلى مستشفى المظفر في تعز وهو في حالة صعبة وصادمة، لا يقوى على الحركة أو الكلام، ويعاني من سوء تغذية حاد فيما يعرف بـ«المجاعة»، حيث وصل وزنة إلى 8 كيلوات، وهو مؤشر خطير قد يفقد الطفل حياته بسبب هذه الحالة.

يعمل غازي مع شقيقه الأكبر الذي يبلغ من العمر 12 عاماً باعة متجولين في منطقتهم بعد إصابة والدهم بالشلل، ويعيلون أسرتهم المكونة من ثمانية أفراد، ست فتيات مع أبيهم القعيد وأمهم.

لعل غازي عنوان ساطع لما اقترفته ميليشيا الحوثي الإيرانية بحق اليمن واليمنيين، جراء حصار استمرّ أكثر من أربع سنوات على مدينة تعز، إذ توثّق الصور وتفضح من وصلت إليه حال الطفولة من معاناة في ظل الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة. لقد أصبح ملايين الأطفال مهددين بالجوع باعتبارهم الشريحة الأضعف، ومهددين بحرمانهم من أبسط الحقوق، وفي مقدمتها الحق في الحياة مع انتشار المجاعة.

تحذير

ويأتي هذا بعد تحذير مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، بأن 14 مليون شخص قد يصبحون على شفا المجاعة خلال الأشهر المقبلة، في حال استمرت الأوضاع على حالها في البلد الفقير.

وقال لوكوك إنّ الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم، وإنّ 75 في المئة من السكان، ما يعادل 22 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة وحماية، في حال انعدام الأمن الغذائي الخطير، وبحاجة إلى توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة.

كما أشاد «مارك لوكوك» مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، بالجهود الإنسانية والإغاثية التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل تخفيف الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي تمر بها اليمن جراء الحرب.

وقال لوكوك إن جهود الإغاثة في اليمن لم تكن لتصبح ممكنة من دون التمويل السخي المقدم من المانحين، في مقدمتهم المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت. وحذّر مارك لوكوك من مخاطر حدوث مجاعة وشيكة في اليمن تسفر عن خسارة هائلة في الأرواح، مضيفاً: «إننا نخسر الحرب ضد المجاعة».

الجدير بالذكر أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة كانت في مقدّمة الدول الداعمة عندما أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون شخص في اليمن، يواجهون خطر المجاعة، بل تبوأت دولة الإمارات المرتبة الأولى كونها أكبر مانح مساعدات لليمن بقيمة بلغت مليارين و853 مليون درهم.