بعد استعدادات واستنفاد كل الوسائل الدبلوماسية لإقناع ميليشيا إيران بالجنوح للسلام والانسحاب من مدينة وميناء الحديدة، انطلقت أمس عملية واسعة لتحرير المدينة والميناء باعتبار ذلك الخيار الأسلم لإجبار هذه الميليشيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية حرصت قيادة التحالف وقيادة القوات المشتركة على استكمال كافة متطلبات المعركة من الناحية القتالية، كما أتيحت الفرصة للجانب الدبلوماسي ولجهود المبعوث الدولي مارتن غريفيث للعمل على إقناع ميليشيا الحوثي على القبول بالخطة الأممية المقترحة بشأن مدينة وميناء الحديدة وتجنيب سكانها القتال.
مراوغة
ففي الجانب السياسي أوقف التحالف والقوات المشتركة الهجوم على المدينة وتمركزت القوات في أطرافها، لكن وبعد جهود دبلوماسية واتصالات راوغت الميليشيا في القبول الكامل بالخطة التي نصت على وضع الميناء تحت إشراف الأمم المتحدة وتسليم المدينة للسلطة المحلية التي كانت قائمة قبل الانقلاب على الشرعية، ولَم يقتصر الأمر على المراوغة، بل وصل إلى رفض ميليشيا إيران حضور مشاورات جنيف بعد أن وافقوا واستكملت الأمم المتحدة التحضيرات لها.
وفِي الجانب العسكري استمر التحالف وقيادة القوات المشتركة في تدريب وتسليح وحدات قتالية نوعية واستقبال الآلاف من المتطوعين للقتال أو الملتحقين بالجبهات من منتسبي قوات الجيش والأمن قبل الانقلاب، وعلى مدى الأشهر الثلاثة تم تأمين مناطق جنوب مدينة الحديدة، كما تم تأمين خطوط الإمدادات والدفع بالآلاف من القوات الجديدة إلى الجبهة استعداداً للمعركة التي يؤكد المراقبون أنها كفيلة بإعادة الميليشيا إلى طاولة الحوار.
دور حاسم
ومع اقتراب ساعة الصفر وانطلاق أكبر عملية في الساحل الغربي، كثفت مقاتلات التحالف العربي من غاراتها الجوية على مواقع ميليشيا الحوثي في أطراف مدينة الحديدة ومداخلها تمهيداً لاقتحامها، حيث قصفت مواقع الحوثيين في المدخل الجنوبي للمدينة وشارع الكورنيش.
مقاتلات التحالف ومروحياته التي تلعب دوراً حاسماً في معركة الساحل تولت استهداف تعزيزات للميليشيا في مديرية المراوعة على الطريق الذي يربط الحديدة بالعاصمة صنعاء وفِي مديرية المنصورية جنوباً.
ومع انقضاء ساعات محدودة على الغارات المكثفة التي شنتها مقاتلات ومروحيات التحالف على مواقع الميليشيا، هاجمت القوات المشتركة مواقع تلك الميليشيا في المنطقة الممتدة من كيلو 10 وحتى كيلو 16 في المدخل المؤدي إلى صنعاء.
ولأن الميليشيا عمدت خلال فترة الهدنة إلى إرسال المزيد من المقاتلين إلى وسط المدينة والتمركز فوق المباني السكنية والأحياء، فإن خطة تحرير المدينة تنص على تجنب حرب الشوارع والتوجه نحو السيطرة على كافة منافذها ومطارها والميناء، ومن ثم إغلاق كافة مصادر الإمدادات عن الميليشيا في وسط المدينة لإجبارها على الاستسلام أو الفرار.