وضعت ميليشيا الحوثي التي تمر بمرحلة انعدام وزن بائنة عشرات البرلمانيين في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرتهم، تحت الإقامة الجبرية، وأصبحوا مهددين بنسف منازلهم من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في وقت تصاعدت حدة القتال بين أسرة الحوثي مخلفاً أكثر من 70 قتيلاً وجريحاً من الطرفين خلال الأيام الماضية.

وكشفت مصادر حكومية يمنية أن أعضاء البرلمان الذين لا زالوا في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، بمن فيهم رئيس المجلس يحيى الراعي، رغم أن عددهم جميعاً لا يتجاوز 30 عضواً (من أصل نحو 300 عضو)، يعتبرون في عداد الإقامة الجبرية ولا يملكون حريتهم. وأوضحت المصادر أن حياة هؤلاء البرلمانيين في خطر، وأن ممتلكاتهم تحت سيطرة الحوثيين، بما فيها مساكنهم التي اقتحم الانقلابيون معظمها، وهددوا بنسفها، كما فعلوا مع كثير من معارضيهم.

تصاعد خلافات

وفي سياق ذي صلة تصاعدت حدة الخلافات التي ضربت أسرة زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، مخلفةً أكثر من 70 قتيلاً وجريحاً من الطرفين خلال الأيام الماضية، إذ أكدت مصادر أن الخلاف الذي اندلع كان بسبب شحنة مخدرات استوقفتها جماعة عبدالعظيم الحوثي، ابن عم زعيم الميليشيا الحوثية، الذي أصدر بياناً سابقاً أكد فيه أن ميليشيات عبدالملك ترتكب الجرائم دون رادع.

وأشارت المصادر إلى أن الخلاف بدأ بعدما أوقفت جماعة عبدالعظيم الحوثي حمولة مخدرات كانت في طريقها عابرة من مديرية مجز بصعدة لميليشيا إيران التي يتزعمها عبدالملك الحوثي، وهي الحمولة التي كانت ستدر تمويلاً للميليشيا للاستمرار في قتل المدنيين اليمنيين ومواصلة الانقلاب على الشرعية، بالإضافة إلى صرف جزء منها على الشباب اليمني والمقاتلين في صفوف الميليشيا الإرهابية، تلا ذلك هجوم من الحوثيين على جماعة عبدالملك سقط فيه عشرات الضحايا.

وكانت جماعة «عبدالعظيم» أصدرت بياناً نارياً دعت فيه جميع أتباعها وأنصارها للتدخل السريع لإنقاذ أهالي منطقة آل حميدان، في صعدة العدوان الغادر والغاشم الجبان، ووصفهم بـ«المجرمين اللصوص السلاليين» بعد يوم من انفجار الوضع بين الطرفين وسقوط قتلى.

وأوضح البيان أن ميليشيا التمرُّد الحوثي تحاصر المنطقة، وتقوم بقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها بشتى أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتدمير مساكنهم من دون شفقة، حيث أدى القصف إلى سقوط قتلى معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، داعياً البيان جميع أتباع عبدالعظيم الحوثي «إلى الاستنفار والتحرك للتدخل السريع». يُشار إلى أن كثرة الخلافات بين الحوثيين باتت تؤكد تفكك صفوفهم وقرب انهيار الميليشيا وفقاً لمعطيات سابقة، وكان منها سجال بين مهدي المشاط وعبدالملك الحوثي، الذي يفضح هشاشة سياسة الحوثيين.