تمثل محافظة صعدة المركز الروحي والفكري، والحاضنة الشعبية والجغرافية لميليشيا الحوثي، إضافة إلى أنها تمثل الملجأ الأخير، خاصة في ظل سلسلة الهزائم التي منيت بها أخيراً كعادة آبائهم وأجدادهم عند انهزامهم والاحتماء بها.ويعني الحديث عن جبهة صعدة، حسب المستشار في الرئاسة اليمنية اللواء الركن سمير الحاج.

حديثاً عن نهاية حتمية لقيادة ميليشيا الحوثي الإيرانية، وذلك مع ما تعنيه صعدة من معقل رئيس لهذه الميليشيا، وحملها لقيمة رمزية كونها مقر قيادتهم التي انطلق منها انقلابهم على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ومؤسسات الدولة بشكل عام.

سقوط عسكري

ويضيف الحاج بالتأكيد بأن عودة محافظة صعدة عسكرياً إلى حضن الوطن ورفع العلم الجمهوري هو السقوط التام للقيادة العسكرية والسياسية للميليشيا الإيرانية وجميع الجبهات التي ستتساقط تلقائياً.

بدوره، يؤكد المحلل الاستراتيجي العقيد ركن يحيى أبو حاتم أن مراهنات ميليشيا الحوثي على عدة أشياء في محافظة صعدة، سواء من حيث جغرافية المنطقة الوعرة، أو الأسلحة والعتاد العسكري التي نهبتها من مخازن الدولة وكدستها فيها.

وكذلك على المعسكرات التي أنشئت من قبل الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله، التي بدأت بالتهاوي، مستدلاً ببدء وحدات الجيش الوطني اليمني في التقدم بأكثر من محور وبثبات ومعنويات عالية محققة انتصارات في محاور باقم وكتاف وعلب، وتحرير الملاحيط، والتقدم باتجاه مران وهو ما يعد شيئاً رمزياً للميليشيا الحوثية التي ستشاهد العلم اليمني الوطني يرفرف فوق هذه المناطق التي تعتبرها الميليشيا ملكاً لهم.

رأس الأفعى

وتعد عملية «رأس الأفعى» العسكرية، المعركة الأساسية في الأرض الحيوية، والتي سيكون لها تداعيات كبيرة على كل الجبهات ووصول تأثيراتها إلى الداخل والخارج والتعجيل بزوال الميليشيا.

وفي السياق، يشير الناطق باسم محور تعز العسكري العقيد عبدالباسط البحر، لانطلاق هذه العملية العسكرية الواسعة بترتيب وتنسيق مع الأشقاء في التحالف العربي وضمن تحريك جبهات أخرى موازية، سواء في الجوف ومأرب أو في الساحل الغربي وحجة والحديدة، مع اشتعال جبهات تعز والبيضاء ونهم في صنعاء، والتي تخوض فيها القوات معارك ضارية.

المعركة المهمة

وتبقى معركة صعدة، المعركة المهمة عسكرياً؛ لوجود أغلب الخبراء العسكريين من إيران وحزب الله فيها بحسب معلومات وحدات الرصد المتقدمة من هناك، ولحيوية أرضها ووجود ثقل ومركز الميليشيا الحوثية، ووجود معسكرات تدريب تستخدمها الميليشيا، وهي أيضاً أرض جبلية تضاريسها صعبة ووعرة ومرتفعة، ما مكن الميليشيا فيها من الاختفاء والتمويه.

وإطلاق الصواريخ الباليستية منها باتجاه المملكة العربية السعودية، وإضافة لكونها سلة غذاء لمحاصيل وفواكه تنتجها المحافظة وتستغلها الميليشيا كمورد اقتصادي مهم لدعم عملياتها العسكرية. ولذا فإن الحسم العسكري والتقدم فيها سيؤثر حسب البحر على بقية الجبهات، وسيسرع في عملية التحرير لبقية المحافظات.

استنزاف

تشير المعلومات الاستخبارية للجيش اليمني والتحالف، سواء الموجودة على الأرض، أو بواسطة الأقمار الصناعية إلى استنزاف الحوثي وتكبده خسائر كبيرة وفادحة بما فيها صفوف قياداته، ما يدل على أن الميليشيا الإيرانية استنزفت وبدأت بالدفع بالقيادات إلى ميدان المواجهة والمعركة، ما يشير إلى أن نهايتها باتت وشيكة، وليس أمامها إلا الخضوع للحلول السياسية وفق المرجعيات، أو أن تلقى مصيرها المحتوم على يد الجيش الوطني اليمني.