شكا زعيم ميليشيا الحوثي الإيرانية عبدالملك الحوثي من فرار المقاتلين من الجبهات، وطالبهم بالعودة لمواجهة الهجوم الكاسح لقوات الشرعية المسنودة بالتحالف على مدينة الحديدة ومحافظة صعدة، وسعى لاستمالة القبائل بخطاب عقيم، بينما تصاعدت حدة الخلافات الداخلية بين الحوثيين أنفسهم إثر الهزائم المتتالية ميدانياً، وتقدم قوات الشرعية ومحاصرتها لهم في مختلف الجبهات.

وفي خطاب مفاجئ ظهر قائد الميليشيا الإيرانية بتجرع مرارة الهزيمة ومرتبكاً، محاولاً تبرير الهروب من الجبهات بالقول، إن المقاتلين عندما لا يكون هناك تصعيد يعودون إلى قراهم، وأيضاً يترك البعض الجبهات بحثاً عن مصدر رزق لأسرهم بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وطلب من هؤلاء العودة سريعاً إلى الجبهات وهي إشارة لاتباعه لملاحقة الفارين من القتال وإجبارهم على العودة إلى الجبهات.

محاولة تبرير

عبد الملك الحوثي وفي محاولة للتخفيف من وقع الهزائم التي يواجهها في عدة جبهات قال، إن ما حصل هو نتيجة مغادرة المقاتلين الجبهات والحشد الكبير لقوات الشرعية والتحالف، واستنجد بالقبائل لمساندة مقاتليه، مدعياً أن أغلب مساحة محافظة الحديدة لا تزال تحت سيطرتهم في محاولة للتخفيف من وقع الهزيمة.

نبرة الهزيمة

نبرة الهزيمة التي كانت واضحة في خطاب قائد الميليشيا الإيرانية أكدها سياسيون ومحللون يمنيون أعادوا فيها التذكير بالمبررات التي يقدمها في كل هزيمة.

وقال الناشط عمار علي أحمد فأوضح، أن هذه المبررات كررها قائد الميليشيا في كل هزيمة معركة بينما اعتبر الخبير العسكري يحيى أبو حاتم، أن عبدالملك الحوثي يعترف بالهزيمة في خطابه، وظهر ذلك جلياً حينما وجه حديثه للقبائل.

اختطاف ضباط

من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن ميليشيا الحوثي خطفت 25 ضابطاً في جهاز الأمن القومي الخاضع لسيطرتها في العاصمة صنعاء، بتهم غير معروفة ووضعتهم في أحد سجونها السرية.

وتأتي هذه الحادثة وسط تصاعد الخلافات بين ما يسمى رئيس جهاز الأمن القومي، عبدالرب جرفان، ووكيل الأمن القومي، مطلق المراني على خلفية الهزائم المتتالية التي لحقت بالميليشيا الإيرانية في الجبهات وتقاسم الأموال.

ووجه كل منهما الاتهامات للآخر بالعمالة والاكتفاء بجبايات الأموال وحماية التجار، الذين يعملون في السوق السوداء.

ارتباك

‏قال علي البخيتي القيادي السابق في جماعة الحوثي، إن خطاب عبدالملك الحوثي إعلان لهزيمته في معركة الحديدة؛ إذ ظهر مرتبكاً ومبرراً ومحبطاً.